الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

وكان الصبر الإستراتيجي

المصدر: "النهار"
Bookmark
خامنئي.
خامنئي.
A+ A-
الدكتورة جوسلين البستانيكثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن "الصبر الإستراتيجي" الذي ما زال "حزب الله" يعتمدُه في مواجهة محاولات إسرائيل إستدراجه إلى الحرب. في الوقت نفسه، أصدر المُرشد علي خامنئي تعليماتِه للقادة العسكريين الإيرانيين باتّباع "الصبر الإستراتيجي" تجنُّباً لزجّ إيران في حرب مُباشرة مع الولايات المتحدة بأي ثمن. هذا المفهوم العسكري الذي اعتُقِد أن صاحب نظريّته هو المُرشد علي خامنئي ليس بالحديث، بل غالباً ما استُعمل في الحروب غير المُتكافئة، وقد ذكره ماو تسي تونغ عندما كتب عن حرب العصابات عام 1937 قائلاً إنه من أعظم الأسلحة. تجدر الإشارة الى أن ماو تسي تونغ كان قد استوحاه من الأطروحة العسكرية التي وضعها القائد الصيني صن تسو في القرن السادس قبل الميلاد؛ والتي تضمّنت أشهر نصائحه المُرتبطة بالحرب والداعية الى تجنُّب العدوان المُتهوّر واعتماد الصبر الإستراتيجي. المُهمّ أن الإستراتيجية الكبرى لإيران كانت وما زالت حماية النظام من التهديدات الخارجية والداخلية، وقد خدمتها سياسة "الصبر الإستراتيجي" الطويلة الأمد بشكل جيّد منذ نشأة الجمهورية الإسلامية عام 1979. أما الدوافع الكامنة وراء هذا الخيار فهي إثنان: البقاء وتفضيل المكاسب المحدودة على الخسائر الحاسمة، لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُمثّل نظاماً قادراً على مواجهة الضغوط سواء كانت خارجية أو داخلية. وهذه ليست مُجرّد تكهُّنات، بل ملاحظات مُرتكزة على كلام صادر عن آية الله الخميني، مؤسس الثورة الإسلامية وقائدها، الذي قال بوضوح إن "حماية النظام [النظام السياسي] هي أسمى تفويض للحكومة الإيرانية… ويجب حمايته حتى لو تطلّب الأمر تعليق متطلّبات الشريعة المُتّبعة، بما في ذلك الصلاة." إذاً جوهر الإستراتيجية الإيرانية يكمُن في منع توجيه ضربة عسكرية قد تُعرّض النظام في طهران للخطر. لذلك وعلى رغم فداحة خسارته، طرح النظام الإيراني مفهوم "الصبر الإستراتيجي" في أعقاب اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم