فقير أغنى بلادي

الدكتورة سلوى شكري كرم المحامي ملحم مارون كرم  بات الكل يعلم، يقين العلم، بأن عالم اليوم أصبح عالم المصالح الصغيرة الدنيئة، عالم الجشع والطمع والحقد والكراهية، عالم ذو قيم دون قيم، يتبوأ فيه مسؤولون لقيادة العالم غير مسؤولين حقيقة، وكيف يكونون كذلك، وهم ليسوا غيارى إلا على مصالحهم الشخصية الضيّقة. والمشكلة، كل المشكلة، أن الجميع باتوا يدركون أن العالم يتغير، وأن الجميع يريدون التغيير، فيما نجد أن لا أحد يريد تغيير نفسه، نحو الافضل والارقى. أصبح العالم عالماً ذا قيم دون قيم. رحم الله أيام الرئيس فؤاد شهاب، عندما طلب منه البطريرك المعوشي تعيين أحدهم مديراً عاماً، بعد أن رفض الرئيس شهاب هذا التعيين المتأتي من الواسطة والوساطة، متذرعاً بحجة قانونية دستورية وشرعية، بأن التوظيف يجب أن يتم عن طريق مجلس الخدمة المدنية، وفقاً لآلية التعيين الرسمي في وظائف الدولة الشاغرة، بعد اتباع إجراءات قانونية وعملية معينة، على جميع المواطنين، مهما علا شأنهم، احترامها ومراعاتها. في زمن الصوم، تمهيداً للقيامة المجيدة، متى، ربي، سيمّحي هذا الغشاء عن أعيننا فنرى حقيقة يسوع، الذي ذكر لبنان في كتابه المقدس أكثر من ثلاثين مرة، ونترفع عن التفاهات فنتوحّد عن حق وعن جدارة وعن صواب وحقيقة، ليقوم لبنان، أخيراً، من عتمة الانانية والحقد والدنيوية والذل والاذلال...