تعاليم نستلهمها من ميلاد سيّدنا يسوع المسيح للسنة الجديدة: حبّذا لو أنّ السياسيين المسيحيين اللبنانيين يعملون بها

د. فادي جورج قميرعندما يمرّ الوطن في فترة ظلام كالتي نعيشها حاليّاً في لبنان خاصّةً في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية الذي هو واجب دستوري ووطني لاستمرار عمل المؤسّسات ونهضة الوطن، وعندما يُهدَم الهيكل فوق رؤوس الجميع مِن قبل مَن يُسمُّون أنفسهم حرّاس الهيكل؛ نرى لِـزاماً علينا العودة الى مرجع السياسيين المسيحيين ومصدر المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية والوطنية، ألا وهو الإنجيل المُقدَّس وتعاليم السيِّد المسيح. وبما أننا ما زلنا في فترة ميلاد السيد المسيح نوجز هذه التعاليم كالآتي:التواضع: وُلد السيد المسيح في إسطبل، مُحاطاً برعاةٍ فقراء وحيوانات. لم يطلب المجد أو السلطة أو الثروة، بل كان قريباً من الصغار والمظلومين. وعلى السياسيين المسيحيين اللبنانيين أن يقتدوا بهذا التواضع، وأن يضعوا أنفسهم في خدمة الشعب، دون غطرسة أو كبرياء. وعليهم أن يتخلّوا عن مصالحهم الشخصية أو الحزبيّة، وأن يعملوا من أجل الصالح العام للوطن.الفساد: استنكر السيد المسيح فساد الفرّيسيين والكتبة الَّذين استغلّوا الشعب وانتهكوا شريعة الله. ودعا الى الارتداد والبرّ قائلاً: "ويلٌ لكم أيُّها الكتبة والفرّيسيون المُراؤون لأنّكم تأكلون بيوت الأرامل، ولعلّةٍ تطيلون صَلَواتكم. لذلك تأخذون دينونةً أعظم" متّى 23:14. يجب على السياسيين المسيحيين اللبنانيين محاربة الفساد الذي تعاني منه البلاد ويحرم المواطنين من أبسط حقوقهم الأساسية. كما يجب أن يكونوا شفّافين وصادقين، وأن يكونوا مسؤولين أمام الله والشعب.التعاون: تعاون السيِّد المسيح مع تلاميذه، مع النساء، مع العشّارين، مع الوثنيين، مع المرضى ومع الخطأة. ولم يستبعد أحداً، بل سعى الى جمع البشر جميعاً في وحدة وسلام. قال: "وصيّةً جديدةً أنا أعطيكم: أن تحبّوا بعضكم بعضاً. كما أحببتكم أنا تحبّون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً" يو 13:34. يجب على السياسيين المسيحيين اللبنانيين أن يتعاونوا مع الجهات الفاعلة السياسية والاجتماعية والدينية والثقافية الأخرى في إطار من الاحترام والحوار. وعليهم ألّا يسمحوا لأنفسهم بالانجرار إلى الانقسامات والصراعات والتدخلات، بل عليهم أن يعملوا من أجل المصالحة والاستقرار في لبنان. فمَن أكثر من العدو الاسرائيلي يهمّه تدمير لبنان وهذا ما يُردّده ويُكرِّره مؤخّراً رئيس وزراء الكيان...