ما بين الأمين العام أنطونيو غوتيريش وبطرس بطرس غالي

البروفسور أمين عاطف صليبا لماذا وضعت هذا العنوان؟ الحقيقة أنه على ما يبدو لا تقبل دول القرار الدولي ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية أن يكون على رأس الأمم المتحدة أمين عام يتصرّف وفق صلاحياته ويُبدي مواقفه المستمدّة من صلب تلك الصلاحيات والتي قد تكون تخالف توجهات وخطط الكبار في تلك المنظمة الدولية! ولذلك استذكرت الأمين العام السابق بطرس بطرس غالي (1992-1996) عندما تجرّأ وشجب الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان وقصف مقر القوات الدولية الذي يتمتّع بالحصانة الدولية وفق ميثاق الأمم المتحدة، والجميع يذكر فظاعة ذلك الهجوم الذي ذهب ضحيته العشرات من الأبرياء الذين اعتقدوا بأن لجوءهم إلى ذلك المبنى قد يحميهم من إجرام دولة هي عضو في هذه المنظمة الدولية، وهكذا دفع بطرس غالي الثمن لجهة عدم تجديد ولايته على رأس الأمم المتحدة، حيث لم تشفع له مواقفه السابقة المؤيّدة لإسرائيل. اليوم، الأمين العام أنطونيو غوتيريش المتربّع على رأس المنظمة منذ 1/5/2017 والمجدّد له لولاية جديدة لخمس سنوات منذ 2022، على ما يبدو دخل في ذات المسار الذي يفرضه عليه موقعه الأممي، وذلك عند وصفه ما يجري في غزّة بأنه مجزرة ويخالف القانون الدولي الإنساني، حيث تلقى رسائل غاضبة وإن بصورة غير مباشرة من إسرائيل، إن بقصف طال موقعاً للقوات الدولية، أو من خلال إلغاء تأشيرة دخول إلى إسرائيل لمسؤولة أممية، كما واجه استهجان بعض الدول الغربية...