الشرطة القضائية والتعاون مع المخبرين

العميد المتقاعد أنور يحيى*الشرطة القضائية وحدة متخصّصة بمكافحة الجريمة والعمل كضابطة عدلية تمارس مهامها بإشراف النيابة العامة والقضاء. يرتبط قائدها بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي (إدارياً وعملانياً) وبالنيابة العامة التمييزية ووحداتها (الاستئنافية، المالية، العسكرية) من الناحية العدلية.كثيراً ما يلجأ منفذو الجرائم الإرهابية الى إخفاء الأدلة وأحياناً الى قتل الجاني (إقدام شرطي على قتل مُنفذ جريمة اغتيال الرئيس الأميركي John Kennedy، (LEE OSWALD) يوم 22/11/1963 في Texas,USA)، واستخدام أجهزة راديو بدلاً من الهاتف الخلوي (جريمة اغتيال النائب أنطوان غانم في سن الفيل 2007)، أو تدمير مسرح الجريمة والعبث به، كزرع أدلة لا علاقة لها بالحادث، غسل مسرح الجريمة وإزالة المعالم والأدلة (مسرح جريمة اغتيال الوزير الياس حبيقة في بعبدا 2002)، وغيرها مما يجعل مهمة الشرطة القضائية المكلفة قانوناً بجمع الأدلة وكشف خفايا الجريمة وتوقيف الجناة أكثر صعوبة وتعقيداً.لم تعد الأدلة الجرمية موادّ ملموسة tangible فقط، بل أضحت الأدِلّة، تبعاً لتطوّر أصناف الجريمة: (تقليدية، رقمية، اتجار بالأشخاص، مخدرات، تهرّب من دفع الرسوم والضرائب... الخ)، فكانت الأدلة: تحليل هاتفي، صور الكاميرات الخفيّة، إحصائيات ووقائع، مشاهدات وتقارير المخبرين السرّيين، الذين قد يشاركون المجرمين تنفيذ الجريمة بغطاء من النيابة العامة الصالحة، وغالباً ما تكون معاونتهم للشرطة القضائية المساهم الأكبر بكشف الجريمة وتوقيف الجناة.ما تعريف المخبر؟ ما المقابل الذي يطلبه؟ كيفية حمايته وضمان سلامته ولا سيما أثناء الإغارة ومطاردة المشتبهم فيهم وتبادل إطلاق النار معهم؟ ما دور القضاء في حمايته من الملاحقة؟المخبر في لبنان هو الشخص الذي يُمكّنه نشاطه من إمداد القائمين بالتحقيق الجزائي بما يقع تحت بصره أو يصل...