الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في نهضة لبنان: معركة جيل

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيفية (مارك فياض).
أرشيفية (مارك فياض).
A+ A-
ميشال حلو*أكثر من تسعة أشهر مرت على الانتخابات النيابيّة، واكثر من ثلاثة أعوام على انتفاضة 2019، ويبدو أن زمن التفاؤل بعيد جدًّا. فالاقتصاد اللبناني يواصل درب الهبوط الى قعر الانهيار، فيما يخال لنا أن الوقت قد عُلّق لأجلٍ غير مسمّى، آسراً البلد في دوامة عجزٍ جهنميةٍ لا تنفكّ تتكرّر إلى ما لا نهاية: فراغ رئاسيّ، وشلل سياسيّ، وغياب قاتل لأي شعور بالمسؤوليّة بين زعماء الطوائف الذين يختلفون على كل شاردة وواردة ولكنهم يتّفقون على عرقلة أي مبادرة للإصلاح. هذا هو مشهد الواقع السياسي في لبنان اليوم: وطن يلفظ أنفاسه الأخيرة لولا أجهزة التنفّس الاصطناعي، ويشهد عاجزًا على الجريمة المجتمعيّة التي تُرتكب بحقّ شعبه ألا وهي الاستنزاف الرهيب لعنصر الشباب فيه على شكل هجرة جماعيّة تعوّدنا تكرارها هي الأخرى على فترات زمنيّة منتظمة، والهدف منها أن تحرمنا مستقبلنا. رياح التغييرورغم ذلك، لبنان لم يمُتْ. وعلى غرار الوعي الوطني الذي وُلد جزئياً من رحم معاناة اللبنانيين خلال مجاعة العام 1915 والذي أدّى الى إعلان دولة لبنان الكبير، ينبغي علينا أن نحوّل الأزمة الحالية الى فرصة تاريخية لنهضة البلد. إنّ الانهيار السياسي والاقتصادي الذي يعيشه لبنان اليوم يفرض علينا قراءة جريئة مبنيّة على النقد الذاتي لتجربتنا كوطن. وقبل ان نلومَ الآخرين على ما آلت إليه الحال في البلاد، فلنطرح السؤال على أنفسنا أولاً. أمامنا عمل شاق في إعادة صياغة كلّ أوجه الحياة السياسيّة: من الدولة العاجزة عن الاضطلاع بأبسط مهمّاتها على غرار توفير الأمن وتقديم حياة كريمة للمواطنين؛ إلى العقد الاجتماعي الذي أضحى أسير المصالح الماليّة والطائفيّة؛ وصولاً إلى أساس قيامنا كدولة، الذي بات مستحيلاً أن يقتصر على مجرّد الحديث عن "عيش مشترك"، غير سلمي أحياناً، بين "أقليّات تتعايش جنباً إلى جنب". من حقّ اللبنانيين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم