الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الظلم الدولي للبنان

المصدر: "النهار"
Bookmark
الدخان يتصاعد من موقع بين قريتي عديسة ومركبا أثناء القصف الإسرائيلي (أ ف ب).
الدخان يتصاعد من موقع بين قريتي عديسة ومركبا أثناء القصف الإسرائيلي (أ ف ب).
A+ A-
د. قصي الحسين* لا أعرف ما إذا كان هذا العنوان كافيا شافيا شاملا أيضا، للإساءة الدولية للبنان. وللقهر الذي يمارس عليه، حتى بات اللبنانيون يعيشون يوميا الوسواس القهري، حين يتذكرون الحروب التي مرت ببلادهم وطحنتهم وشتت شملهم، وشرعت البلاد في هذا الوطن الجميل، على كل المحن والإحن. على كل المؤامرات. على كل المعسكرات. تلك التي عاثت في لبنان، فأنهكته ودمرته وجعلت أبناءه يصابون بالهستيريا، وبما يسميه علم النفس الإجتماعي: "الوسواس القهري". والذي ظهرت بوادره عند كثير من الشعراء والمفكرين والكتاب والأدباء والمتأدبين، وفي طليعتهم، الشاعر أدونيس، كما يقول أحد الباحثين.أصاب المجتمع الدولي اللبنانيين في كبدهم، بما لم تصب به جميع شعوب الأرض. إستمر في النظر إلى لبنان، على أنه موطن الهجرات الناتجة عن الحروب الدولية المحيطة به. فصار يعاني عبر الأزمنة الطويلة، من وسواس التغير الديمغرافي. حروب البلقان، دفعت بالمهاجرين إليه. والحروب على بلاد العراق، دفعت بالمهاجرين إليه. والحروب على سوريا وبلاد الشام، دفعت بالمهاجرين أليه. وصار اللبنانيون محاصرين بين أمواج الهجرات على مر السنين.وجد لبنان نفسه أمام الأمر الواقع، فكان يصوغ من الهجرات، قرى وبلدات ومناطق ومخيمات. حتى ضاقت نواحيه بأهله، من الشمال إلى الجنوب. أما المجتمع الدولي، فظل يتفرج عليه، دون أن يقدم له أية مساعدة. دون أن يقدم له أية حلول، وهو يرى تدفق النازحين واللاجئين والمهاجرين إليه، ويشجع ويدعم ويمول ويسهل، الهجرات المختلفة إليه. دون أن يبادر لرسم خارطة طريق لنهوض لبنان بالأعباء التي تثقله، جراءهم. تلك التي باتت تهدد كيانه وتجعله يصاب بالأمراض الإجتماعية. وبالأمراض الوطنية. وبالأمراض القومية. فتنشأ عن ذلك الفتن التي تدفع إلى التنابذ والتقاتل والحروب. وإلى الإرتهان للحروب المجاورة ودفع المكوس لها، من النفوس والدماء.عانى لبنان، بعد حرب النكسة (5حزيران-1967)، من وطأة الحروب التعويضية البديلة، لهزيمة الجيوش العربية. تلك التي بدأت بحرب الإستنزاف في مصر وسوريا. ثم إنتهت بالعمل الفدائي. وبما عرف طيلة نصف قرن،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم