الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

القضيَّة اللُّبنانيَّة بين ثوابت الكيان وتحوّلات فلسطين الجيو - سياسيَّة

المصدر: "النهار"
Bookmark
رجل يحمل العلم الفلسطينيّ وسط الركام (تعبيرية - أ ف ب).
رجل يحمل العلم الفلسطينيّ وسط الركام (تعبيرية - أ ف ب).
A+ A-
زياد الصَّائغ*فلسطينُ قضيَّة حقّ وعدل. إغتصابُ أرضها وتهجيرُ أهلها جريمة ضِدَّ الإنسانيَّة مستمِرَّة منذ 75 عامًا. تديينُها يوازي تديين ما اعتبرته الصهيونيَّة مقدَّسًا يَسمَحُ بالمحظور. فلسطينُ للفلسطينييّن. أهلُ فلسطين أَدرى بشِعابها وهُم مؤتمنون على قضيَّتهم. فلسطينُ بوصلَة إنسانيَّة تحمِل قِيمًا إنسانيّة عميقة وتوقًا لاستِعادة الحقوق.إسرائيلُ قامَت على دِماءِ الشَّعب الفلسطيني وتشتيته ولم تَزَل منذ 75 عاماً. لم تَفهَم إسرائيل أنْ لا شرعيَّة تستطيعُ اكتِسابَها بالقُوَّة والقَتل. السَّلامُ عندَها مُراوغَة ومناورة ورهاناتٌ على تصفِيَة القضيَّة الفلسطينيَّة. هذا مسارٌ عكسُ أيّ اختِبارٍ تاريخيّ.بين فلسطين وإسرائيل كانَت مُفَاوضات سلامٍ. لم يتقبَّلها مُتطرِّفون في المعسكرين. إسرائيل أجهَضَت كُلِّ مفاعيل هذه المفاوضات وحتَّى الاتِّفاقِيَّات التي نَجمَت عنها منذ مدريد (1991) وأوسلو (1993). أطلقت رصاصة الرَّحمة على مبادرة السَّلام العربيَّة في بيروت (2002). هذا مسارٌ عكسُ أيّ اختبارٍ تاريخيّ. إغتيالُ التَّسوية فَتَح شهيَّة من يعتمِدُ سياسة الأَوراق للحَرق، والسَّاحات للمُقَايَضَة. حلفٌ موضوعيّ نشأ بين خيارَين نقيضين. كانت فلسطينُ تنزِفُ دونَ هَوَادَة. كان العالَمُ يتفرَّج. كانت الأُمم المتّحدة عاجِزَة. كانت جامعة الدُّول العربيَّة تؤكِّدُ الثَّوابِت في ثباتٍ سلبيّ. كانت الولاياتُ المتَّحدة الأميركيّة تُقَدِّمُ نَفسَها مُنحَازَةً إلى إسرائيل، رَغمَ ادِّعائها القَنَاعة التي لا لُبسَ فيها بحلّ الدَّولتين. الوساطةُ عند الولاياتُ المتَّحدة الأميركيّة انسَاقَت للتفرُّج على انهيار مُفاوضات مدريد، واتّفاقيَّات أوسلو، ومبادئ مبادرة السَّلام العربيَّة. كانَت روسيا تسعى لدورٍ ما في حلِّ الصِّراع الفلسطيني- الإسرائيلي لكن بدا أنَّ طموحاتِها الإمبراطوريَّة الكارثيّة المستعادَة في سوريا، وأوكرانيا لا تعنيها فلسطين. بقِيَ الاتِّحاد الأُوروبي في حيِّز الاستِثمار في المؤسَّسة الفلسطينيَّة الدَّولتيَّة شكليًّا إنطِلاقًا من توسُّل استِدامَة الرِّهان على أن لا حلّ إلَّا بقِيام دَولَةٍ فلسطينيَّة.حلفٌ موضوعيّ نشأ بين خيارَين نقيضين. كانت فلسطينُ الضَّحيَّة. تديينُ القضيَّة الفلسطينيَّة مَقتَلَة. تسييسُ اليهوديَّة بأيديولوجيا صهيونيَّة إجراميَّة يستأهلُ تحرُّك الضمير العالميّ والقضاء الدَّوليّ. زلزالُ الأديانِ المُعَسكَرَة مآلاتُه مأساةٌ لا تنضُب. في المحصِّلة العَدلُ يبقى بُوصلَة لِأيّ مسعى تهدِئَة. دون العَدلِ كُلُّ العالم سيواجِهُ براكين متحرِّكة، أمَّا تِلك الرَّاقِدَة فثَمَّة من يمتلِك خُبثَ تحريكها واستِغلالِها. الانتِقام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم