الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

لبنان اللادولة وما بعد!

المصدر: "النهار"
Bookmark
غضب الشارع (تعبيرية- نبيل اسماعيل).
غضب الشارع (تعبيرية- نبيل اسماعيل).
A+ A-
عادل عقل* يعيش لبنان على وتر "المشاطرات" الكلامية والتشتت الفكري على كل الصُعُدْ. فالموهبة في البلاغة اعطيت للانسان اما لاظهار قناعاته واما للتضليل اغلب الاحيان والتلّون او الالتواءات او الهجمات. هذا ما يعيشه اللبناني في اللقاءات او ما يسمعه في التصريحات والحوارات على التلفزيونات او على منصّات التواصل الاجتماعي. الكل يشيطن الكل في جو من ازمنة محاكم التفتيش. اغلب المسؤولين يتقمّصون شخصية الراهب Savonarole (راهب وسياسي دومنيكاني في فلورنس في ايطاليا بين سنه 1452 وسنه 1498 حيث نظّم ما سمّاه محاكم الغرور او محرقة التفاهات bucher des Vanités لاحراق كل ما يسمى كماليات او ادوات التبرّج والثياب الفخمة) وكان معه كثير من الاتباع. فعلى بقعة لبنان الامنة تكثر النزاعات والاراء والنظريات. كل فريق يريد تطويع الاخر او تهميشه او تهزيله او الغاءه. وكأن مفهوم اغلب الساسة يلاقي فكر الحجاج بن يوسف مخاطباً والده: " سأقتل كل من يحول بيني وبين بلوغ غايتي حتى انت". الكل يتحصّن بقناعاته او عقيدته او مذهبه وينغلق على نفسه خوفاً من الاخر. فالعقيدة تعطي لنفسها فكرة الحق المطلق وكل ما عداه باطل. وحتى الاديان وخاصة التوحيدية تبقى السبب في بعض الاحيان باندلاع العنف. لا نسمع ابداً برامج للحكم تراعي رفاهية المجتمع او التطور او العلم او المصلحة العامة. الصراعات تظهر بين الاحزاب، بين الاديان، بين النقابات. صراعات في الحي في العائلة وبين القرى والمدن. عبثاً نرجو العقلانية عند جميع البشر. فيكفي عصبة صغيرة او مرشد متهور حتى يتوغلوا في الافاق اللاعقلانية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم