لبنان في القعر السحيق... هل هو مقصود؟

رامي الريّسالقعر السحيق الذي إنحدر إليه لبنان خلال العامين الماضيين يؤكد، بما لا يقبل الشك، بأن ثمّة أزمة عميقة متعددة الأوجه يعاني منها اللبنانيون جميعاً دون إستثناء بمختلف إنتماءاتهم ومواقعهم. فإذا كانت الأزمات السياسيّة المتلاحقة تتوالد بفعل غياب الإرادة الوطنيّة وإرتهان القرار السيادي اللبناني إلى جهات إقليميّة معروفة؛ فإن الأزمة الأخلاقيّة التي تواكبها وتظللها تشكل خطراً كبيراً على مستقبل البلاد والمجتمع وعلى إمكانيّات النهوض وتجاوز المصاعب غير المسبوقة التي تشهدها الحقبة الراهنة.سواءً أكانت أزمة نظام كما يوصفها البعض أم أزمة ثقة كما يشخّصها البعض الآخر، لكن الثابت أن الانحلال الأخلاقي هو الثابت في تقييم مسببات المأزق الراهن بكل أبعاده وتعقيداته. لا يمكن أن يشهد المرء إنهياراً لسلم القيم السياسيّة والاجتماعيّة كما هو الوضع القائم في لبنان حاليّاً. الحلول السياسيّة ممكنة والمسارات الإقتصاديّة التي يمكن من خلالها سلوك درب الإنقاذ متوفرة، ولكن تغيب الإرادة السياسيّة عند أولئك الذين يقبضون على الحكم في لبنان.ليس صحيحاً أن ما يُسمّى "المنظومة" مسؤولة جماعيّاً عمّا وصلت إليه الأحوال من سوء في لبنان، وهذا الكلام لا يصب في إطار الدفاع عن أي مكوناتها، هذا إذا كانت التسمية دقيقة أساساً. إنما يصب في إطار التشديد على...