السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ديبلوماسية الكبار... فؤاد بطرس وغسان تويني الولادة الملوكية والولادات القيصرية لقرارات اليونيفيل

المصدر: "النهار"
Bookmark
آلية لـ"اليونيفيل" في جنوب لبنان (أرشيف "النهار").
آلية لـ"اليونيفيل" في جنوب لبنان (أرشيف "النهار").
A+ A-
جبران صوفان*كل شيء يتعلّق بلبنان، على الصعيد العام، يبصر النور بولادة قيصرية، ربما لأن الكل قياصرة. هكذا الأحوال بالنسبة لحكوماته وإصلاحاته وانتخاب رئيسه والتمديد لليونيفيل بموجب القرارين 2650 (2022) و 2695 (2023 ). ترافق ذلك مؤخراً مع سجال إعلامي مسيء حول القصور في تطبيق التعليقات أو القيام بالإتصالات على الوجه المطلوب، بين وزير الخارجية وسفيرة لبنان السابقة لدى الأمم المتحدة للإبقاء على " الثوابت المعروفة " دون تعديل. لم يأتِ القرار المولود بتاريخ 31 آب الماضي معتلاً وللّه الحمد، وإنما لم يكن بكامل الصفات كما رجا البعض، إذ أكّد القرار 2650 وبعده الأخير 2695 على حرية تنقّل اليونيفل و"الاضطلاع بعملياتها بصورة مستقلة"، دون الحاجة إلى ترخيص أو إذن مسبق، وإن مخفّفة بعض الشيء بالتنسيق المستمر مع الحكومة التي أهاب بها " تيسير وصول القوة (ودورياتها المعلن عنها وغير المعلن عنها ) إلى جميع المواقع التي تطلبها".إن هذه اللغة المضافة وما تنطوي عليه من مسؤولية حرّكت المشاعر، فبلغ السيل الزبى. لا أدري مَنْ الفائز ولكني أعلم أن الخاسر هو وزارة الخارجية. وأعتقد أن هذه المُجادلة الحامية تطرح ،من حيث المبدأ، أصول التعاطي بين الوزير والسفير، المندوب الدائم لدى الامم المتحدة، بشأن القرارات الدولية بما في ذلك التعليمات والتواصل والتنسيق والتعاون والثقة والتقييم الدقيق للممكن وللمستحيل، والأهمّ القدرة على ضبط النفس ولجم النزوات والطموحات والأحلام الجامحة.وفي حال العمل بموجب هذه المسلّمات – غير المسيّسة – يكون لبنان برأيي قد قطع شوطاً محترماً على طريق النجاح، وفي مطلق الأحوال قد درأ عنه الأسوأ أو حافظ على مكتسباته.أيام مريرة وتجارب مخيّبة لا تحجب حقيقة أن تاريخ لبنان كان في بعض الحقبات مُرَصّعاً بالدُرَر.وأجد في التجربة التاريخية الناجحة والرائدة لفؤاد بطرس وزير الخارجية، وغسان تويني السفير المندوب الدائم في نيويورك عام 1978 خلال ولاية الرئيس الطيّب الياس سركيس، حافزاً للتواضع بعض الشيء وللاقتداء بتلك النخبة في كيفية التعاضد وحشد الطاقات لإعتماد قرار مجلس الأمن رقم 425 بتاريخ 19 آذار 1978.بعض المقاطع من مذكرات فؤاد بطرس في هذا الصدد هي ترياق للسعة هذا الزمن الرديء، كما تلقي الضوء على أهمية التنسيق والتكامل بين رائدين في بلورة دبلوماسية راقية، موضع احترام، على قدر شموخ لبنان فيما الطبقة السياسية آنذاك منقسمة والعمل الفلسطيني المسلّح يهدّد كيانه.واذكر منها فقرات قليلة ومعبّرة:"- عند الساعة الثانية إلا ربع بعد منتصف ليل 14 – 15 آذار 1978 بدأت ( إسرائيل )هجوماً شاملاً في جنوب لبنان ...- أبرق لي تويني نقلاً عن سفير الجامعة العربية، بأن ردّ الفعل الإسرائيلي أمر محتوم وسيكون موّجهاً ضدّ الفلسطينيين في لبنان وبحجم ضخم جداً ...- إستدعيت سفراء الدول الخمس لمعرفة مواقفها من الإجتياح واكتفيت بتوجيه مذكرة احتجاح شديدة من غير دعوة مجلس الأمن إلى الإنعقاد فوراً ... لإستشراف نيّات أعضائه. فإذا انعقد المجلس الآن، فسيستغلّه الفلسطينيون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم