الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عصرُ الرُّكودِ الوطنيّ؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيريّة.
تعبيريّة.
A+ A-
 جورج شبلي كثيرون، عندَنا، حَطّوا رِحالَهم في غربةٍ عن الوطن، ووَلَّت ظهورُهم أرضَهُ وكرامتَها، ونقشوا خيانتَهم بشفاهِهم والأظافر، فصارتِ الخيانةُ هي الأَذهَبَ في سلوكِهم، باحِثينَ عن ظِلٍّ غريبٍ لم يعرفوا، حتى الساعة، أنّه سيمزِّقُ أرديَتَهم. كنّا نأملُ، ولَو كان ما نأملُهُ حلماً مستحيلاً في وَعْيِنا، أن يطرأَ تَحَوُّلٌ على المرحلةِ الفائتةِ وشعاراتِها التي ضربَت مفهومَ الوطن، وأضرَّت بقدسيّةِ كيانِه، وسطّحَت مشروعَ الدولةِ كسيادةٍ، وأعدمَت هويّةَ الأرضِ والشّعب. وما نأملُهُ ليس، أبداً، من طبقةٍ عَوى في أروقةِ جُثَثِها ذئبُ العمالةِ، بل من بعضِ شعبٍ كان لِزاماً عليهِ أن يَعِيَ أنّه ليس مجرَّدَ عِبادٍ عُبّادٍ لمَوتورينَ غدروا بالوطنِ وبناسه، وهو ليس مفهوماً مائعاً يمكنُ اختزالُهُ بشَعبويّةٍ مبتذَلَةٍ تفرضُ عليهِ السَّمعَ والطّاعة، إنّما هو حالةٌ يُشهَدُ لها بالقوةِ في صناعةِ قرارِها الحرِّ الذي يَذوي، أمامَه، أيُّ تَسَلُّطٍ يسعى لانتزاعِ ولائِهِ بالخوفِ أو بالتّلفيق، أو بديماغوجيّةٍ فوقيّةٍ مُغرِضَة.كنّا نأملُ، ولَو كان ما نأملُهُ تمنّياتٍ شريدة، أن يُقَدَّرَ لهذا البعضِ من الشّعبِ يَقظةٌ تُسقِطُ مسرحيّاتِ البِدَع، والإلتباس، والخداع، وتستعيدُ عقربَ البوصلةِ الوطنيّةِ، الذي لا يَسمحُ إلّا بالتوجّهِ صوبَ الكرامةِ الحرّة، فيستفيقُ في كيانِهِ النّبضُ الثوريُّ الذي يرفضُ خضوعَهُ لسياقٍ سلطانيٍّ أَرعَن، ويحتجُّ على المساسِ العدوانيِّ بوجودِهِ ليحوِّلَهُ مطيَّةً، وضحيّة. كنّا نأملُ، ولو كان ما نأملُهُ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم