الجامعة اللبنانية والتعلّم المستدام: الرغيف وماء الحياة
19-07-2022 | 00:00
المصدر: "النهار"
العميد البروفسور جان داود*التسارع في التقدّم العلمي والتكنولوجي، والانتقال المتنامي إلى العالم الرقمي، باتا يفرضان إيقاعات مختلفة نوعيّة وسرعة وكثافة وعمقا في التجدّد والتطوّر المعرفي، وفي الاستراتيجيا والتخطيط ، وفي الجهوزية والمتابعة. ويبدو أنّ طريقاً يفرض نفسه ضرورة مُستجدّة إلى جانب البحث العلمي: التعلّم المستدام . مَن لا يجاري المكتشفات والتطور الرقمي والتقدّم المعرفي يحكم على نفسه بتخلّف أو عزلة أو خروجٍ من مهنته ومن سوق العمل في بعض الحالات. الكلام يصحّ في أغلب المهن، من الهندسة إلى الطب والمحاسبة والإخراج والتعليم (بشكل خاص التعليم عن بعد). إلزاميّة مجاراة التطور في الرقمنة تصحّ في صناعة الطائرات، السفن، المطابع، الأدوية، التجهيزات الطبية، الحواسيب، الهواتف الخلوية، كما في الزراعة والسياحة والإدارة والتربية والإعلام والفنون والطاقة النظيفة والنانوتكنولوجي، وصناعة الإبداع... التطوّر العلمي والرقمنة المتسارعة يجعلان مهناً تخبو أو تنقرض، فيكون على أهلها التحوّل إلى مهن جديدة؛ ويفرض على أكثرهم عودة إلى تعلّم جزئي أو كامل من أجل انخراطهم مجدّدا في سوق العمل. عليك، وفي أيّ عمر أو موقع كنت، أن تطوّر باستمرار جهوزيتك ومعارفك وإحاطتك بالتقنيات. المهن تفرض على أصحابها تجدّدا معرفيا سريعا ومستداما، ولعلّ أكثرها تطلبا هي المهن الرقميّةُ الأدوات. والقاعدة الحاسمة في عالم الأعمال: كُن في الطليعة بأدواتك تكن في طليعة سوق الإنتاج والعمل، تأخر عن الرّكب العلمي والرقمنة يفوتك القطار. لذلك ، بات على نظامنا التربوي أن يبني إلى جانب المسارات الأكاديمية (المميّزة في زمن لبنان مدرسة وجامعة الشرق) مسارات رديفة موثوقة، تسمح بالتعلّم المستدام بما يعطي التحصيل قيمة ومصداقيّة ومرجعيّة موثوقة. نتوجّه بكلامنا إلى المشرّعين (الرؤيويين منهم)، ووزارة التربية، والمدرسة والجامعة، وكلامنا يعني أغلب خريجي الجامعات وأساتذتها كما المعلِّمين في المدارس. الجامعات الراقية والرائدة تُخصّص أموالا طائلة لبحث مُلزِم لأساتذتها ليستمروا بالنمو التربوي عبر صناعة المعرفة والنتاجات الإبداعية والبحثية وتطوير ذاتهم وأدواتهم. الخبراء من الأكاديميين في العالم يدركون أنّ التوقف عن الإنتاجية العلمية بدء نكوص واستنقاع وإعلان صامت لتخلّف آت. بعض المؤسسات والدّول لا تعترف بحقك بممارسة مهنة إن مضت خمس سنوات على تخرّجك ولم تبدأ العمل، فتشترط عليك إنجاز مقررات إضافية، لتتعاقد معك. بعض السفارات والدّول لا تعترف بامتحان لغة تمّ اجتيازه وإنْ بتميّز (مثلاً: IELTS, DELF, TELK, SAT,) بعد مضي سنتين على النجاح، لأنّ متغيرات قد تطرأ على امتلاكك لهذه اللغة. الإدارات العامّة الكبرى تفرض تدريبا مستمرا لموظفيها يضعهم في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول