الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جنون الارتياب

المصدر: "النهار"
Bookmark
من تظاهرة لأهالي ضحايا المرفأ (تعبيرية - النهار).
من تظاهرة لأهالي ضحايا المرفأ (تعبيرية - النهار).
A+ A-
د. قصي الحسين* كل شيء مريب في لبنان. كل شيء يدعو إلى الإرتياب، من أي عمل تقوم به الدولة، من أي مشروع تقدم عليه.لم تعد هناك ثقة بين المواطن والدولة. لم يعد المواطن يثق بالدولة، ولا يسمع كلمتها. ولا يأخذ بتوجيهاتها، حتى ولو كان الأمر منها، يتعلق بإشارة السير.أصابت الدولة اللبنانيين بلوثة، لم تظهر على غيرهم من الأمم والشعوب: إنها لوثة الإرتياب. إنه جنون الإرتياب، الذي يشبه إلى حد بعيد، جنون البقر. أو جنون الطير. أو جنون النبات.فقد اللبنانيون ثقتهم بالدولة، منذ زمان بعيد. كانوا يرون بأم أعينهم، كيف يتقاتل رجال الدولة على المناصب، على ما أسموه المغانم: من مال وجاه ونفوذ. وعلى الإستقواء بالخارج على المواطنين في الداخل. على الإستعانة بكل أنسي وجني، من أجل الإستقواء على أهلهم، وعلى أهل بلدهم في الداخل.زرعت الدولة، برجالها القدماء، وبرجالها الجدد، لوثة الإرتياب عند عموم المواطنين. غرزوا في نفوسهم غرزات الجنون وغرزات الإرتياب. زرعوها في نفوس جميع المواطنين. اللبنانيون يرتابون، مما يفعله أهل الدولة، في بلادهم. من إقتسام خزينة المال العام. ومن التدخل السافر في شؤون الحياة العامة. ومن المحاصصة في التعيينات. ومن التدخل في الإنتخابات. ومن تزوير الوقائع والأحداث. بما يجنون منه من مال. وما يدر عليهم ذلك من أرباح.كان المواطنون اللبنانيون ولا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم