لبنان خلفيات الإنهيار الثقافية: الآن دخلنا في عروبتهم وفي تحرير فلسطين!

المحامي عبد الحميد الأحدب تسود في لبنان ثقافتان: ثفافة أسيرة التحريم لا تنفصل عن الموروث الديني المقدس مهما بلغت وانفتحت على الغرب، وثقافة أخرى تمتصّ الثقافة الغربية وتتبناها وتبدع فيها كأنها ثقافتها !وبطبيعة الأمر يلحق مستوى الأخلاق ومستوى المفاهيم السياسية بمستوى الحضارة الثقافية. ولبنان انفرد عن باقي الدول العربية في ازدواجية الثقافتين، إما في البلاد العربية، فإنها كلها أسيرة ثقافة التحريم التي لا تنفصل عن الموروث الديني وإن أبدت انفتاحاً مصطنعاً على ثقافة الغرب! وهذا يفسر الإنحطاط والتخلف الهائل في البلاد العربية رغم كل ما يغلَّف به من مظاهر عصرية! لهذا، فإن الحياة السياسية في لبنان كان فيها ازدواجية وصار فيها وصايات اجنبية وصار فيها حروب اهلية وانقسامات رهيبة تعطل سير الدولة، اما الحياة الإجتماعية والثقافية والفكرية والإقتصادية، فقد كانت مزدهرة متطورة وعصرية لأنها تُعانق الثقافتين وتُعاصرهما واذا كانت الحياة السياسية اللبنانية هي الوجه الأسود السيء في لبنان، فإن الحياة الإجتماعية والثقافية كانت وجه لبنان الجميل المشرق. وكانت الحياة السياسية مساوية للحياة الإقتصادية والإجتماعية والفكرية، حين كان الإتجاهان متساويين لا يغلب أحدهما الآخر، وحين اخذت ثقافة التحريم الدينية المنغلقة تتغلب على الثقافة العصرية الأخرى المنفتحة، صار لبنان عروبياً أكثر من معدن حكم الدول العربية، وصارت تغلب عليه الأزمة التي تفتك بالعالم العربي الذي استفحلت فيه الدكتاتوريات وتراجعت الى العدم الحريات والديمقراطية الا بالإسم! وتقدمت ثقافة التحريم والموروث الديني تقدماً كبيراً بعد الحرب الأهلية، وأخذت تحقق اجتياحاً انعكس على السياسة التي أسقطت النظام القديم ولِتُلْقي لبنان في جهنم كما يقول رواد المنظومة ذاتهم الذين استحكموا بالسياسة الفاسدة التي طغت على كل مرافق ومجتمعات البلد الأخرى. لَحِق لبنان بالعالم العربي الذي امضى ثلاثة ارباع قرن يتساقط وهو حامل قضية فلسطين، فضاعت فلسطين وضاع العالم...