الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

في المشهد الدرامي للجامعة اللبنانية

المصدر: "النهار"
Bookmark
الجامعة اللبنانية.
الجامعة اللبنانية.
A+ A-
طلال الخواجه كم كنت محظوظا حين تسنى لي ان اكون بين الوف الصبايا والشباب الذين انتقلوا من منطقة الاونيسكو حيث كانت تلجأ كلية العلوم، الى منطقة الحدث/ الشويفات، لنشهد جميعا على حدث تدشين المبنى الجديد للكلية سنة ١٩٧١. فمباني العلوم شكلت باكورة المدينة الجامعية التي نجح حسن مشرفية في اقناع الرئيس شارل الحلو والنخب الحاكمة في تأمين مليون متر مربع لها.معظمنا لم يكن يملك ثقافة معمارية يعتد بها، خصوصا في المباني الأكاديمية، إذ ان شهورنا الجامعية الاولى امضيناها في مبان وهنغارات يصعب تصنيفها بالجامعية، مع ان كافيتريا كلية التربية القريبة منا ومقهى الجندول القريب من كلية الاداب كانا يبعثان فينا شعورا خاصا، تختلط فيه النكهة الاكاديمية بنكهة ثقافية ونضالية معززة بالاحلام الثورية التي طبعت جيلنا انذاك. ومع ذلك فإن جمال وحداثة المبنى الابيض واقسام ومدرجات ومكونات الصرح، ووسع الباحات والفسحات الخضراء المنبسطة في كل اتجاه، جعلنا ننجذب الى هذه الجنة الاكاديمية التي ستكون مرتع خيلنا لسنوات، وقد قيل عنها في الصحف انها الاحدث والاكثر تطابقا مع المقاييس والمعايير والمتطلبات الاكاديمية العصرية في المنطقة.في اليوم الاول للانتقال تدفق الطلاب من مداخل الحرم المختلفة نحو الصرح، حيث د.حسن مشرفية ورفاقه في الانتظار. كان د.حسن يبدو وهو ينفخ غليونه وكانه جنرال محاط بضباطه وهويحتفل في يوم الانتصار، مستعرضا واياهم تلك الحشود المتدفقة من جميع محافظات بلاد الارز.شكل تدشين مباني كلية العلوم في الحدث محطة مفصلية في تاريخ الجامعة اللبنانية، خصوصا انها ترافقت مع خطة طموحة لارسال البعثات العلمية للحصول على الدكتوراه في اهم الجامعات الفرنسية والانكليزية والغربية عموما، بهدف اعداد الكادر العلمي المناسب للصرح الجديد. فلا غرابة بعدئذ بان تتحول الكلية الى مركز علمي متقدم يؤدي الى اغلاق بعض المؤسسات التعليمية الجامعية، كمركز الرياضيات والى اشتداد المنافسة العلمية مع البعض الآخر.لا شك في ان رؤيوية حسن مشرفية قد لعبت دورا كبيرا في تعزيز وتطوير الجامعة اللبنانية عموما وكلية العلوم خصوصا، ووضعها في مصاف الجامعات الرائدة في لبنان، خصوصا الجامعتين الاميركية واليسوعية الاكثر عراقة، اذ تأسستا في القرن التاسع عشر. وهو ما تعزز لاحقا بانشاء الكليات التطبيقية، والتي فتحت الباب واسعا امام المتفوقين من ابناء الشريحة الدنيا من الطبقات الوسطى، كما من بعض شرائح الطبقات الشعبية لدراسة الطب والصيدلة والهندسة ، فضلا عن الاعلام وادارة الاعمال، ودخول نادي المهن والإختصاصات البارزة. ذلك النادي الذي احتكره...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم