"أعدقاء" السلطة

 كريم قليلات يعيش لبنان منذ عام ٢٠٠٥ بل منذ عام ٢٠٠٠، ازدواجية في المعايير والقيم، تذهب إلى أبعد من الاختلاف السياسي أو قرار المواجهة العسكرية.فلطالما جسدت هذه الازدواجية في عمقها، تساؤلات جوهرية في كيان لبنان وسبب وجوده ومعنى السيادة فيه، وموقع هذه السيادة في التحالف والتزلّم وما بينهما. يستسيغ رأي عام لبناني "فكرة" لبنان، معقل السياحة والخدمات المتميز، وأعجوبة الطبيعة وسلاسة التنقل بين البحر والجبل في يوم واحد،  والثقافة وأسلوب الحياة الحديث المنفتح المتأثر بأوروبا ورواج هذا النمط بعد الحرب الأهلية.  وفي المقلب الآخر، هناك من يهتف بلبنان المقاومة والتصدي، وبأن لبنان آخر القلاع الصامدة في المواجهة ضد إسرائيل.وفي المُعادلة التي  نتجت عن الصراع الأهلي اللبناني،  يستمر التمزق الداخلي بين فريق يريد أن يضع لبنان في كبسولة زمنية ما قبل الحرب الأهلية، وفريق آخر يرفض تلك المعادلة، ويغوص في سرديّة المقاومة الّتي فقدت فعليًا مبررات وجودها الوطنية منذ العام ٢٠٠٠. وفي الحالتين، كلّ فريق يغضّ البصر عن الواقع الدّاخلي للبلد، وعن سطوع ضوء جديد يقع على معنى الحدود السياسية والاجتماعية...