الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

شمس في ليل الطريق

المصدر: "النهار"
رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
عن أملٍ لا شفاء منه فواز طرابلسيلا أضيف جديدًا إن كتبت مزيدًا في تصدع الدولة وتهتك السلطة، واقتياد اللبنانيين من دون إرادة معظمهم، وبعكسِ مصالحهم وأنماط عيشهم، إلى خيارات اعْتُمِدَت في مكان ما خارج السلطات الدستورية، وسطَ حمأة صراع إقليمي بين تطبيع يتمادى، وممانعة لم نرَها تلجمه. ذلك أن التطبيع قد يتم علنًا على شكل معاهدة كامب دايفد وما تلاها، وقد يتم سلباً، بالمناحرات الداخلية التي تدمِّرُ المجتمع، وبالإفقار العام الذي يفقده ميزاته التفاضلية، فتكون إذّاك الفرص آمنةً أمام إسرائيل لتتحولَ إلى نقطة جذب استثمارات مهمة لا منافس لها فيها. كذلك لا أضيف جديداً إذا قلت إن لبنان قد فُرِضَ عليه أن يشتري بثمن باهظ جدًّا خطابًا عالي النبرة، فائق الحماسة، فيما ينبغي للمباهاة أن تكون بالإنجازات الملموسة لصالح حياة الشعوب؛ أما الكلام الضّخمُ المفعم بالتهديد والوعيد فكثيرًا ما يفقد آثاره على سامعيه الجوعى بمجرد انتهائه، لأن المعارك المصيرية لا تبنى على قعقعة السلاح وزنود الأبطال فحسب، بل على اقتصاد ركين أيضًا، لئلّا تفقدَ إمدادها، وتكشف أمان ظهرها أمام الأعداء والمتذمرين على حد سواء.أما لزوم ما لا يلزم فهو الحديث في أن لبنان فقد حرية القرار منذ انغمست فئاته، طوعًا أو قسرًا، في الصراعات الخارجية، وهو الآن محكوم بما تسفر عنه المساومات والمؤتمرات والمؤامرات.إنني مُسَلِّمٌ بكل ما سبق، بل أكاد أستسلم لجبروت وقائعه، لولا ظواهر جدية راحت تطفو على سطح الحياة العامة اليومية للناس، جماعاتٍ وأفرادًا، أولاها انتفاضة 17 تشرين الأول للعام 2019، حيث اندلعت الجماهير على امتداد الخريطة، بسبب شرارة (الواتساب) القليلة الشأن، فكانت إشارةٌ مرعبةٌ للحضرة السياسية، استدعتها إلى أن تستغل عفوية الانتفاضة عبر اختراقها بقيادات مزعومة أو ملغومة، وعبر الانقضاض على سلميتها بإرهاب الهراوات والتكسير والإحراق والمجاميع المضادة.ربما أحْبَطَنا بعد ذلك الانكفاءُ العام، فَتَحَسَّرْنا وقلنا:...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم