الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

لبنان الانتخابات النيابية... خائن من يترّشح خائن من يصوّت!

المصدر: "النهار"
Bookmark
مجلس النواب.
مجلس النواب.
A+ A-
رؤوف قبيسي         لا بلد في العالم مثل لبنان، ولا نظام انتخابات نيابية مثل نظامه. نظام يُفرّق، يزرع الشقاق والنفاق، ويفرض على المواطن ارتكاب الخيانة، من حيث لا يدري، ويحول بينه وبين انتمائه إلى وطنه. ليس في هذا الكلام مبالغة، بل هو حقيقة ناصعة. منذ "الاستقلال" الموهوم، وبُنيان لبنان يتداعى عقداً بعد عقد، ويوما بعد يوم، وما بقاء نظامه حياً إلى الآن رغم هزاله، إلا لأن عُيوبه مغلفة بأكسية وأصباغ براقة، تنطلي حيلها على الناس، تجعلهم يعيدون انتخاب حكام هم سبب نكباتهم. وها هم اللبنانيون اليوم، بقبائلهم المختلفة، يعقدون الآمال على ثروة قد تأتي من قاع البحر وقد لا تأتي، وعلى حل سياسي خارجي يريحهم ولو إلى حين، خاضعون لنظام من الفروقات الدينية يوسع الهوّة بينهم، يختلفون على مسائل لا تُعد ولا تُحصى، وعلى أمور أتفه ما يكون، مثل توقيت الساعة! لم يهبط هذا النظام من السماء، ليقبل بالفطرة أو بالقناعة، كما الأديان التي يقبلها الناس بالفطرة أو بالقناعة، هو نظام من صنع البشر. لكن حتى الأديان نفسها مذ خرجت إلى الناس، كانت موضع رفض من قبل الكثيرين، ملحدين كانوا أم لا أدريين، فلاسفة أو شعراء أو علماء أو مؤرخين، فكيف إذا كان النظام سياسياً لا "سماويا"، كهذا النظام اللبناني، الذي أثبتت الأحداث والتجارب، أنه فاشل بكل المقاييس. لكن ما يؤسف له حقاً، أن الطبقة الحاكمة، "سيدة هذا النظام"، لا تزال تعيد انتاج نفسها بالزعماء ذاتهم، ومن يتفيؤون ظلهم، معولّين على طبقات من الشعب جاهلة، تقبلهم وتعيدهم إلى الحكم، وتصفق لهم وتفديهم بالروح والدم. حكام أغبياء، يظنون أنفسهم أذكياء وحكماء، في حين أن الموقع الوحيد الذي يليق بهم بأحكام المستقبل الآتي سيكون مزبلة التاريخ حتماً، لأن رهانهم في جميع الأحوال خاسر. تكفي أدلة على رعونتهم ورهانهم الخاسر، سيول الشتائم التي ما برحت تنهار عليهم من كل حدب وصوب، والسمعة السيئة المحلية والعربية والعالمية عن فسادهم، وأنهم أقل السياسيين ثقافة ومعرفة بأصول الحكم، وما حال لبنان اليوم، إلا الدليل القاطع على فشلهم، وعلى ما يعتري عقولهم من غباء، وقد حولوه إلى بلد مفلس مُهان، يستجدي القريب والبعيد، ويرضى بالوقوف ولو على قدم واحدة، بدلاً من قدمين.الكلام عن مساوئ نظام الانتخابات النيابية في لبنان، يعني الكلام عن القيمين عليه، من رؤساء أحزاب ووزراء ونواب، ومن يشارك فيه من المواطنين، سواء بالترشح او بالانتخاب. هؤلاء متى ترشحوا أو صوتوا خانوا أنفسهم ووطنهم من حيث لا يدرون، وخانوا الغالبية من الشعب التي لم تصوّت، وترفض هذا النظام وأسياده. الذين لم يصوتوا هم العقلاء وهم من يستحقون وطنهم بجدارة، وأن تُقال فيهم كل كلمة عيناء، ولهم وحدهم حق التظلم من الوضع الذي وصلت إليه البلاد، والشكوى من غلاء المعيشة وانقطاع الماء والكهرباء، بخلاف آخرين باعوا ضمائرهم مقابل حفنة من الدولارات، او دفعتهم مشاعرهم الدينية وغرائزهم البدائية إلى أن يعيدوا الزعيم الفاسد والملتحقين بركبه إلى الحكم. هؤلاء شاركوا في جريمة خراب البلاد،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم