الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

القضيّة اللّبنانيّة في الفاتيكان تصويب البُوصلة!

المصدر: النهار
Bookmark
 الفاتيكان
الفاتيكان
A+ A-
زياد الصَّائغ - خبير في السياسات العامة  "لم يقع لبنان صدفة في أزمة. دُفِع عمداً إلى أزمة بأجندة منهجيّة خبيثة"، هكذا بادرني صديقٌ عميق الحكمة برباطة جأشً وثِقة. هذه قناعةٌ معلّلة بالأحداث – التّواريخ منذ إجهاض مؤتمر سيدر في العام 2018. هذا في الماليّ – النقديّ، والاقتصاديّ – الاجتماعيّ، وفي كليهِما عوارضٌ لاختراقاتٍ مدمِّرة لكيان لبنان، وهويّة لبنان، وصيغة العيش الواحِد في لبنان. لا تُعفي هذه العوارض المنظومة الحاكِمة في تمظهراتها المافيويّة – الميليشياويّة من قرارها الجليّ بالانقضاض على الشعب اللبنانيّ في مسارِ جريمةٍ مُنظّمةٍ مُحكمة الخلفيّة الأيديولوجيّة، والاستشراف الوقائعيّ ضمن تصميمٍ عبثيّ يبدو سطحيًّا لكنه في العُمق سرطانيّ صامِت.  من هنا يثبُت أنَّ كلَّ المقاربات العوارضيّة للأزمة تبسيطيّ إلى حدِّ السذاجة، ويُقتضى تجاوزها إلى إعادة الاعتبار للقضيّة اللبنانيّة في مضامينها الوجوديّة والرّسوليّة والخياراتيّة. وقد يكون الكرسيّ الرسوليّ الذي استشعر عُمق الخطر على الكيان، منذ ما قبل تفجير الرّابع من آب، وبصمتٍ فعّال، قد يكون الأقدر على رؤيةٍ نقيّة لمندرجات هذا الخطر وآفاق مواجهته. وهي البطريركيّة المارونيّة، والتي رفعت مقام مأساة الشعب اللبنانيّ إلى مستوى توصيف تعرّضه "لإبادةٍ من حكّامِه كأنّه عدوّ" في إحدى عِظات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي منذ أشهر، هي البطريركيّة المارونيّة معنيّة بالثبات في استلهام خيارات الآباء المؤسّسين لوطن الصّيغة والميثاق دون التباسٍ وتسويات، وتوسيع سياقات مواجهة اغتيال لبنان – الرسالة. بين الكرسيّ الرسوليّ بشجاعة البابا فرنسيس الذي أسقط فلسفة حِلفِ الأقليّات واستدعاء الحمايات وكرَّس المواطنة بالدّولة المدنيّة بوصلة للأخوّة الإنسانيّة، والبطريرك الرّاعي الحاثّ على إعلان حياد لبنان الناشِط، ورفع الأزمة التي يواجهها الشعب اللبناني إلى مستوى عربيّ-دوليّ، بينهما تقاطعٌ بنيويّ. في هذا التقاطع، تعود...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم