الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

صدر حديثًا... مذكّرات "الأرض الموعودة" للرئيس أوباما: سرد آسر عن مرحلة صنعت التاريخ

المصدر: "النهار"
غلاف الكتاب.
غلاف الكتاب.
A+ A-

"بدأتُ هذا الكتاب بعد فترة وجيزة من نهاية رئاستي- بعدما استقللنا ميشيل وأنا الطائرة الرئاسية للمرّة الأخيرة وسافرنا غربًا لتمضية إجازة طال تأجيلها. وكان المزاج على متن الطائرة مرًّا وحلوًا. كنّا نحن الاثنين مستنفدين جسديًا وعاطفيًا، ليس فقط بسبب عمل السنوات الثماني الماضية بل أيضًا في ظلّ نتائج انتخابية غير متوقعة اختير فيها شخص، خليفة لي، هو على نقيض كلّ شيء كنّا نؤيّده"، بهذه الكلمات افتتح الرئيس الأميركي الديموقراطي السابق باراك أوباما المجلد الأول من مذكراته المعنونة بـ"الأرض الموعودة"، الصادرة اليوم بنسختها العربية عن دار هاشيت أنطوان/ نوفل.

في مذكراته الرئاسية، المثيرة والمنتظرة، يروي باراك أوباما قصّة رحلة تكاد تكون خيالية لشابّ بدأ بالبحث عن هويّته فأصبح قائدًا للعالم الحرّ، واصفًا فيه، بتفاصيل شخصية لافتة، كيف تعلّم السياسة واللحظات المهمّة من العهد الأول في رئاسته التاريخية التي اتسمت بزمن تحوّلات كبيرة واضطرابات.

يأخذ أوباما القارئ في رحلة آسرة، بدءًا من تطلّعاته السياسية الأولى إلى انتصار المؤتمر الحزبي في ولاية أيوا الذي أظهر قوّة النشاط الشعبي، في ليلة فاصلة كانت 4 تشرين الثاني 2008، عندما انتُخب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتّحدة الأميركية، وأصبح أول أميركي من أصل أفريقي يشغل أعلى منصب في البلاد.

وعند تمعّنه في ماهية الرئاسة، يقدّم أوباما استكشافًا فريدًا وعميقًا للمدى الهائل للسلطة الرئاسية وفي الوقت نفسه لحدودها. يدعونا لنلقي نظرة جديدة على ديناميّات السياسة الحزبية الأميركية والدبلوماسية الدولية. يُدخل القارئ إلى المكتب البيضوي، وإلى غرفة العمليات في البيت الأبيض، وإلى موسكو والقاهرة وبكين ومناطق أخرى من العالم. يطلعنا على أفكاره عند تشكيل الحكومة ومصارعة الأزمة المالية العامّة، عند تقييمه لدهاء فلاديمير بوتين، وتغلّبه على صعاب بدت مستعصية لتمرير قانون الرعاية الصحّية. يعرض لنا الأوقات التي اشتبك فيها مع الجنرالات بشأن استراتيجية الولايات المتّحدة العسكرية في أفغانستان أو عند قيامه بالإصلاحات في وول ستريت. يروي لنا مواجهته للانفجار المدمّر لمنصّة ديبووتر هورايزن، وحين أذن بعملية نبتون سبير، التي أدّت إلى مقتل أسامة بن لادن.

يمكن القول أنّ "الأرض الموعودة" كتاب في غاية الحميمية، يفتح مجالاً للتأمّل الداخلي. إذ يحكي قصّة رهان رجل مع التاريخ، وإيمان منظّمٍ اجتماعي يُختبر على المسرح العالمي. يصارحنا أوباما بشأن عملية التوازن المترتّبة على رجل أميركي من أصل أفريقي يترشّح لمنصب الرئاسة: أن يجسّد توقّعات جيل تحرّكه عناوين "الأمل والتغيير" من جهة، ومواجهة التحدّيات الأخلاقية التي قد تنتج عن القرارات البالغة الأهمّية من جهة أخرى. يتكلّم بأمانة عن القوى التي عارضته في الداخل والخارج، عن تأثير العيش في البيت الأبيض على زوجته وابنتيه.

 لم يخشَ أوباما الكشف عن شكّه في نفسه أحيانًا وعن خيبات أمله، إلّا أنّه لم يتراجع أبدًا عن إيمانه بأنّه داخل التجربة الأميركية العظيمة، التقدّم ممكن دائمًا.

يجسّد هذا الكتاب القويّ والبديع في صياغته، قناعة باراك أوباما بأنّ الديمقراطية ليست هبة من العلى بل هي شيء قائم على التعاطف والتفاهم والبناء المشترك، يومًا بعد يوم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم