الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تحيّة لجبّور الدويهي: بين بطل روايته "سمّ في الهواء" وبطل "الغريب" لكامو، ضرب من العبثيّة واللامبالاة!

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
Bookmark
" سم الهواء" لجبور الدويهي
" سم الهواء" لجبور الدويهي
A+ A-
"سمٌّ في الهواء" لـ جبّور الدويهي: هل هي رواية؟ الجواب: نعم ولا. فيما خصّ الـ"نعم" هي رواية لأنها تلخص جيلاً من وجهة نظر رجل استعدّ لموته بعناية. رأى بأمّ العين فاجعة بيروت في 4 آب، ومدى امتداد السمّ الذي أصاب المدينة والبلاد بشكل جماعي، ثم قفز ليحتضن الموت. هو في الحقيقة بكتب الحياة في "حضرة" الموتى أو في ذكراهم. بالنسبة إلى من يقول " لا"، فالمبرّر قد يكون أنّ الراوي يبدأ من النهاية، أي أنه لم يكتب القصة، بل انطلق من النهاية. لم يكتب الراوي القصة بل كيف يتذكرها وهي تموت. رواية الدويهي تكتب الموت من دون وصفه، من خلال سرد ومضات من الذاكرة تظهر في لحظات الغياب. هي قصة تدور حول شخصية رئيسية هي الراوي، وتصبح هذه القصص نوعاً من الهذيان. أجواء الرواية مليئة بسمّ خيبات الأمل، وهذه خيبات جيل لبناني سعى إلى المعنى وفشل في إيجاده، لكنه وجد نفسه أمام كومة من الكلمات دفعته إلى عزلة الموت. لمَ الحديث عن الرواية اليوم؟ لأنّ شحّ الوقود وما يرافقه من مصائب يومية فرض تأجيل النقاش بمضمون هذه الرواية، التي دعا إليها نادي الكتاب المعروف بـ"Bookoholics" والمؤسس منذ العام 2012. الأكيد أنّ الاسم المطلق للنادي يقارب فعلياً الشهية المفتوحة لقراءة الكتب من قبل مجموعة شابة من الجامعيين الواعدين، ولا علاقة لها بالهوس في مطالعة الكتب، والذي يعكس شخصية مدمنة على القراءة الى حدّ الإنطوائية، وهذا لا علاقة لها بالجيل الشاب المثقف، الذي تحدّثت إلى بعضه على الهاتف. في الحقيقة، أردنا الحديث عن هذه الرواية تكريماً للكبير الراحل جبور الدويهي، مع التشديد على أننا قررنا ألّا نقف مكتوفي الأيدي من دون هدف ننتظر وفرة البنزين لنتحاور عن هامة ثقافية هي جبور الدويهي وروايته الأخيرة "سمّ في الهواء"، بل سننقل رأيين وهما لكلٍّ من مؤسسة "هذا النادي" هدى مرمر، الحائزة على ماجستير بعلم الأعصاب وماجستير بالإدارة التربوية والكاتبة والناقدة كاتيا الطويل، التي تعدّ حالياً رسالة الدكتوراه بالأدب العربي في جامعة السوربون وعضو النادي منذ العام 2013.  هدى مرمر دوامة الحكايةأول قراءاتي لجبّور الدويهي كانت "ريّا النهر" وفيها تعرّفت إلى قلم جبّور المحنّك وأسلوب كتابته السلس والماكر إذ يتسلّل رويداً رويداً حتى يحكم قبضته على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم