مَع تقدُّمِ العمر تتحوَّلُ أشكالُ فِكرَةِ موتِكَ الشّخصي. مِن أقصَى الرُّعب من الموت إلى أقصَى التّسليم به. في مُقتبل العمر تشعرُ أنَّ خمسين سنة أخرى مقبِلَة هي عبارة عن كثير من الزمن. تشعر بأنَّ هناك قرابَةٌ لَزَم بين نصفِ قرنِكَ المُقبِل من جهة وبين الأبديَّة من جهة أخرى. مع اجتيازك الأحوال في الحياة حَولًا حَولًا تشعر بالقرابة اللَّزَم بين ما تبقّى لكَ من جهة وبين النهاية المحتومة من جهة أخرى. هذه الحقبة التي تشير إليك بأنَّ قواكَ تخورُ على تؤدَة هي التي تخيفُك من الموت. خوفٌ متصاعِدٌ يتربّصُ بِك وأنت تغازلُ عزّ العَطاء. متى تأتي الساعة سؤالٌ يؤرقُّكَ أحياناً قبل أن تُضَبضِبَهُ في تلافيف عقلكَ الباطِن ويسهمُ في عمليَّة دفن الهاجس هذا هموم العائلة وانتظارات عملِك والجهاد. بعد الستّين من عمرِك تبدأُ بِعقلَنة الموت....

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول