السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"يوم الشمس" لهالة كوثراني: الرواية تمثّل راويتها

المصدر: "النهار"
Bookmark
"يوم الشمس".
"يوم الشمس".
A+ A-
د. قصي الحسين*من الصعب أن تقرأ كتابا يمثل راويته بنسبة كبيرة، يشمل نسبة كبيرة من الأحداث، من المواقف، من الأيام، من السنوات، من المعارك، من المشاهد، من هذه اللوحات المشهدية، التي تخرج من الذاكرة، ومن عيان المعاينة والمعاناة، التي خوضت فيها الكاتبة والإعلامية هالة كوثراني في روايتها "يوم الشمس" الصادرة لدى "هاشيت/ أنطوان". مراحل من حياة البطلة التي شهدتها وشهدت عليها في مختلف وسائل الإعلام، وكذلك في تضاعيف الحياة اليومية المرة، التي كانت تقطعها، منذ ثمانينات القرن الماضي، حتى الربع الأول من القرن الحالي.- "ما الذي تغير الآن؟ ما الذي تريده مني، ولماذا الآن؟- أن تسامحيني، أنا لم آخذ أمك منك" (ص21).تروي الراوية أوجاعها في جميع المواضيع الرئيسية التي تناولتها الكاتبة في كتابها، من بيروت إلى سائر القرى اللبنانية، ومن لبنان إلى دول العالم أجمع، إلى حروب الشوارع، وإلى حرية التعبير، واختيار الموقف، والطبيعة والمناخ والأمراض والإقتصاد. كأن الكتاب سيرة تستقيها الراوية من مصادرها، من الينابيع. ولا تنسى أن تقدم لوحات مرسومة، تدخل من خلالها في حوارات مباشرة مع الأم والأب والعمة والصديقات والزميلات: "كان بوسعها أن تخطفني من البيت البيروتي العريق. لكنها مالت إلى الإختيارات الأخرى. ولم أكن في صدارة أولوياتها. هل هذه هي الحرية التي حلمت بها؟ أن تستسلم لقوة العائلة وتخاف منها فتتركني؟ ألا أستحق التضحية؟ هل كنت سأترك ابنة أنجبتها؟" (ص33).اكتشاف هالة كوثراني للورق، في عز الأزمات المانعة لها، كان بمعادلة اكتشاف الإنسان الأول للنار. ولذا راحت راويتها تكتب سنوات العمر تماما كما تجري لها سنة وراء سنة وربيعا وراء ربيع: "هذا الصباح يغمرني فرح نادر. أركض إلى اللوحة لأتأكد من أنها لا تزال حيث تركتها....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم