الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ملكة النّحل

المصدر: "النهار"
(تعبيرية).
(تعبيرية).
A+ A-

عبّاس الأمارة

بما أوتيتُ من وجع
...

فتحْتُ وريدَ الشقاء اللّعين في صدري العليل

ليتجمَّدَ...

 في شرياني آخرُ دمٍ للهوى...

وليترمّلَ آخرُ ريقٍ للفضول...

في حَلْقها الجميل !

بكلِّ تيهٍ

مدَدْتُ أصابعي إلى كوّة الحقيقة

لأعيشَ احتراقي وسط محكمةٍ للحروف

وتهافُتٍ للاتهامات وخلاعةِ التزوير !

بكلّ احتضارٍ

جلسْتُ مع الموت...

واخترْتُ زاويتي المفضّلة في النار

أرى هشيمَ تصبُّري المقيت وهو يعانقُ صواعقَ الانفجار!

وكرعْتُ بجرأةٍ كأسَ التصبُّر...

قبل أن أُنوَّمَ مغناطيسيًّا ما بين عينَيْها وتجلُّدهما

وما بين روحِها وندمِها !

دلوتُ في حِجْرِها تاريخَ جنوني بكلّ نضارتِه

ورقّةَ هلوستِها بكلّ خوفِها ورغبتها !

وضعْتُ الدموعَ على الحروف

فسردَتْ لخاصرتِها حكاياتِ العذاب المرير...

متجاهلًا...

انفصاماتِها القلبيّةَ وتعجرفَ دماغِها المتعقِّل!

ناثرًا...

في كواليسِها عطرَ ماضيها الأحمقِ مع الهوى...

وأنّها...

المدلَّلةُ العبِقةُ الجميلةُ متى أشاء

والقاضيةُ الشرعيّةُ العادلةُ متى أشاء !

وأنّي...

المعطوفُ على قلبه متى تشاء

والصبيُّ النزقُ متى تشاء

والقدّيسُ المخصيُّ الشعور متى تشاء !

ابتلعتُهُ بكلّ قياماتِه  قرصَ الحقيقة...

ورفضْتُ اقتتالَ أحرفي عند صدرِها لمجرّدِ أن...

تُكرِمَها باستحسانٍ عظيم...

رفضْتُ تجاهلَها صبيّاتِ كلماتي وهي تكشفُ عن عريِ

سيقانِها...

وتكشفُ عوراتِها...

وشغفَ تنهّداتِها !

وهي تبيعُ لها وحدها عذريَّتَها ولهاثَها وحَمْلَها !

ساخطًا على حبري ودمي وحماقاتي وتكويني !

ولأنّني...

رجلٌ آمنتُ أن، تليقُ بي سيّدةٌ مهيبةٌ، تكونُ على استعدادٍ

لإغضاب الكونَ بأكمله لأجلي...

تركْتُ لها خيارَ أن تكونَ في حِلٍّ من شغفي

وهولِ ثوراتي...

لتبقى آمنةً في خليَّتِها...

وأبقى أنا...

عزيزًا في مملكتي !

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم