السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

يا وطني

المصدر: "النهار"
لوحة "ساحة الشهداء" للفنانة مريم سمعان.
لوحة "ساحة الشهداء" للفنانة مريم سمعان.
A+ A-

علي مطر  

 

يا وطني المنهوب، يا ضحية العصابة،

أنت يا درب الفيلة ومعبر الغزاة. 

أيها السليب، يا صليب ذاتك المصلوبة.

يا مدعسة المعمم وموقدة الجنرال ودرج العملاء.

يا منصة الصواريخ ومشتل اللحى.

يا ساحة ال تي أن تي والسي فور والأمونيوم والنوويّ،

يا مكبّ الشرق الأوسط يا وطني. 

يا خصر يا مضرب الخناجر 

يا أسير الوحوش 

يا نهش المخالب وانياب الجيران 

أيها الجسد المذاب بأسيد الحقد

أيها العنق المقطوع بنصل وكلاء الله. 

أيها الكف المدروزة بالمسامير 

يا دم يا مسفوك 

يا محطم بشاكوش الدجالين 

يا محسود يا مفقود 

يا نهر يا مسدود بخشونة اللحى واشواك الجهل.

يا وطني، من أين تأتي بقدرة التحمل 

أيها المعلق كقلب منزوع خارج الصدر؟

لماذا يكرهك أهلك إلى هذا الحد؟

هل كانوا جلّبا؟

هل هم أحفاد الغزاة؟

هل هم بقايا "شعوب البحر" مدمري الحضارات؟

كيف تركتهم يقولون إنك "خطأ تاريخي"؟

كيف تركتهم يحولونك إلى جيفة، 

وكنت منبع لغة من نور؟

كل تلك السياط المنهالة على ظهرك العاري، 

كل تلك الرماح المسمومة المتسابقة على طعنك، 

كل تلك الخرافات التي تفسد أنفاسك، 

ماذا فعلت يا وطني، ماذا ارتكبت يا حانة الآلهة؟ 

ماذا ارتكبت سوى الحقيقة والعشق والحرف؟

يا وطني، يا لبنان.

وأنت الآن في رمادك، أستحمُّ فيك، أتمرمغ، أتعفّر.

استعير حرفا من ماضيك،

عندما كانت الآلهة تزروك 

لترفع كاسك..

حرفاً واحداً مدبّباً كي أفقأ عين الوحش 

الذي يتلبسك.

... ولوناً من بحرك،

كي أرسم غدا يولد فيه فيك الإنسان الحرّ.

#لبنان_يبقى #لبنان_ينتصر

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم