المسيح يقوم من بين… الأفلام!

2025 سيكون عام المسيح على الشاشة، اذ هناك على الأقل ثلاثة مشاريع في مراحل اشتغال مختلفة، لإعادة رمز الإيمان المسيحي إلى الشاشة: "طريق الريح" لترنس ماليك، "آلام المسيح 2" لمل غيبسون، ومشروع سينمائي جديد، غير معنون بعد، يحمل توقيع مارتن سكورسيزي يتناول الشخصية الروحية التي لطالما اهتم بها المخرج الأميركي. علاقة روحية فلسفية عميقة تربط الثلاثة بالمسيحية، قد تتقاطع أحياناً ولكن لا تتشابه بسبب الخلفيات الثقافية، في حين أن الإيمان بأشكاله المختلفة موجود في العديد من أعمالهم وليس شأناً طارئاً جاء في عمر متأخر. يبقى ان نتخيل ما الجديد الذي سينطوي عليه نصّ بصري آخر عن شخصية دينية قيل فيها الكثير، وكانت مادة للعديد من الأعمال السينمائية من أكثرها شهرةً وانتشاراً، حد تحوله إلى طقس سنوي، وأعني به "يسوع الناصري" لفرنكو زيفيريللي إلى أكثرها ثوريةً على غرار "يسوع المسيح – الفيلم" للألماني ميشائيل برينتروب، مروراً بأكثرها تجديداً وهي حال "الإنجيل بحسب القديس متّى" لبيار باولو بازوليني، وأخيراً أكثرها هوليووديةً والمقصود به "يسوع المسيح سوبرستار" لنورمان جيويسون. "طريق الريح" لترنس ماليكهذا من أكثر الأفلام التي تثير الحماسة والانتظار، وهو حالياً في مرحلة المونتاج. فمخرجه، وهو أحد معلّمي السينما المعاصرة، ابن الثمانين عاماً، أراد إنجازه في مطلع التسعينات، لكن "ديزني" لم تعطه القرار المونتاجي الأخير، فما كان منه الا ان اتجه إلى مشروع آخر هو "الخيط الأحمر الرفيع". يعمل ماليك على هذا الفيلم منذ قبل الجائحة، تاريخ عرض تحفته الأخيرة، "حياة خفية"، التي لم تكن بعيدة عن صراع الخير والشر وفق الرؤية الروحية الإيمانية، وذلك من خلال قصّة فلاّح نمسوي يرفض رفضاً قاطعاً الالتحاق بالجيش النازي خلال الحرب العالمية الثانية. لا عقيدته ولا مبادئه الإنسانية ولا إيمانه بالله، يسمح لهذا الممانع، بخدمة الشر وإعلان الولاء غير المشروط لهتلر. عصيانه هذا سيزج به في السجن، ويضعه هو وعائلته في مواجهة أهل قريته الذين سيعتبرونه خائناً. من خلال...