السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- رهبة قيامة الرب وعظمته بعد الموت: معبر حقيقي للعبور إلى الحياة

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
خلال الحفل ( تصوير مارك فياض )
خلال الحفل ( تصوير مارك فياض )
A+ A-
إذا كنا نحتفل اليوم بسبت النور ابتهاجاً بقيامة يسوع المسيح من الموت وفقاً للتقويم الشرقي، فمعاني انتصاره على الموت يرسخ في كلّ واحد منّا الوصف الدقيق، الذي انفرد به جبران خليل جبران عند تحليله شخصية المسيح ابن الله في كتابه "يسوع ابن الإنسان"، حيث وصفه بصورة "إنسان حرّ جبّار متمرّد على التقاليد الدينيّة والاجتماعيّة، يعشق الفرح، ويحمل إلى الناس رسالة الغفران والمحبّة".
 
 لارا جوخدار 

في الحقيقة، لن نشهد لقيامة ربنا يسوع المسيح من الموت إلا إذا رافقناه في مراحل الجلجلة كلّها. هذا ما عشناه بخشوع وتقوى ليل الجمعة العظيمة في الكنيسة الإنجيلية الوطنية في محطات موسيقيّة، تمايزت بنشيد دينيّ كاثوليكيّ الـ"ستابات ماتر" لجيوفاني باتيستا بيرغوليزي، وشاركنا به مريم العذراء حزنها على صلب يسوع الناصريّ وفقاً للتقويم الشرقي.

توزع أعضاء أوركسترا بيروت شامبر بقيادة غارو أفيسيان في مقدّمة الكنيسة، قرب المذبح، وأنشدت صبيّتان النشيد بكثير من التقوى والخشوع، وهما السوبرانو لارا جوخدار والميزو سوبرانو ناتاشا نصّار.
 

ناتاشا نصار.
 

 
هذا الاحتفال الدينيّ أرادته منظّمة الحدث السيدة فاديا دوماني تقليداً سنوياً لترسّخ من خلاله إيماننا المسيحي بالقيامة، وبدور الموسيقى الدينية في جمع الشمل وإعطاء الأمل بغد أفضل...

لا شكّ في أنّ المؤمنين كانوا كثراً، وهواة الموسيقى الدينية والكلاسيكية قصدوا باحة الكنيسة في وقفة مع الذات، أو في فرصة لتنقية الروح والقلب بنوتات موسيقيّة تسري في القلب والوجدان، وتؤجّج الإحساس بنعمة يسوع المسيح، بالرغم من نحيب أمه مريم وحزنها الشديد على صلب وحيدها كما يذكر النشيد.

لا شكّ في أن توقيت هذا الاحتفال الديني طرح في أذهان كثيرين واقع مراحل وجعنا في لبنان؛ ذلك الوجع القاتل واليوميّ، الذي لم تنته مراحله حتى اليوم بقيامتنا من ذلك الموت البطيء؛ موت سريري فرضه غياب الضمائر، التي لم تستيقظ حتى اليوم، بعد اغتيال مدينتنا بيروت وناسها في 4 آب.

بالرّغم من ومضات الأمل، أحسسنا بأنّنا نحتاج لمن يُناجينا في وحشة الألم والوحدة، لأنّنا ضعفاء ومنكوبين في غربة موحشة عن وطننا. كنّا في كلّ كلمة من ذلك النشيد نلاقي مريم العذراء في ألمها، ونحن نتوق إلى قيامة في وطن لم يعد يشبهنا.
 


هي تراجيديا لبنانية نعيشها بقهر على ملأ من طغاة يحكموننا، آملين في أن يمدّنا المسيح بالقوة لنعيش القيامة من خلال دحرجة الحجر وتجديد حياة كريمة في وطن يحترم الإنسان والإنسانية.

في ربرتوار هذه الأمسية المقدّسة في بيت الرب رائعة هانسيل وجربتيل، وهي أوبرا من تأليف الملحن الشهير أنجلبرت همبيردينك، التي ننساق من خلالها في قصة خياليّة للأطفال في عالمهم الأكثر براءة، حيث يمكنهم قهر الخوف في الغابة وفي وجه السّاحرة. كلّ ذلك، أعادنا بصوت كلّ من السوبرانو لارا جوخدار والميزو سوبرانو ناتاشا نصّار إلى فرصة تجديد روح طفولة هجرتنا، وإفساح المجال للخيال لأن يخرجنا من خيبة أمل هذه الحياة، لنعود أطفالاً، ولو لبعض الوقت، علّنا نقوى على الاستمرار في نضالنا اليوميّ...
 


يذكر أيضاً أنه في بيت الرب، الذي استقبلنا فيه خادم الكنيسة القسّ حبيب بدر، أدّت الأوركسترا Air on the G string، وهو العمل الفني الانطباعيّ عن مقطوعة موسيقية كلاسيكية تُعرف الآن باسم "الهواء على سلسلة جي"، ومخصّصة لعمل يوهان سيباستيان باخ.

هو ترتيب لآلة الكمان المصنوعة في القرن التاسع عشر من جناح الأوركسترال الكبرى ليوهان سيباستيان باخ. يثير انتباهك حفيف الهواء البارد، الذي أغفى ذهنه عن صوت هذه المقطوعة السماوية الهواء لسيباستيان باخ. يسيطر ذلك الهواء البارد على ذهن سامعيه، كأنه يحاول اللحاق بالوقت، لا بل يعمد إلى السيطرة الكاملة على عقارب السّاعة من دون كلل.

كلّ شيء كان مختلفاً في هذه الأمسية. كلّ شيء يذكّرنا بعظمة يسوع المسيح المنقذ الفادي الذي سيقودنا إلى النصر والعظمة من دون شكّ...

[email protected]
Twitter:@rosettefadel







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم