ثلاثة أفلام تجري أحداثها في الطبيعة عرضها "تسالونيك": الغابة ملاذاً لمجموعة نسويات والكهف مرسماً للوحة بلا نهاية

تسالونيك - هوفيك حبشيان يواصل مهرجان تسالونيك السادس العشرون للفيلم الوثائقي منذ اسبوع (7-17 الجاري)، عرض أعمال حديثة تُعنى بالواقع من جميع أنحاء العالم، وكان موعدنا في الأيام الأولى لهذا الحدث، مع فيلم "حافة" للمخرجة الفرنسية إيفا توران التي موضعت كاميراتها في غابة حيث قرر بعض النساء العيش والاقامة، بعيداً من الرجال وسطوتهم وحبّهم للتملّك. هذا واحد من أكثر الأفلام انتصاراً للمرأة، شارك هذا العام في المهرجان الداعم لهذا الشأن كثيراً، ونتابع فيه تجارب نساء يروين خيارهن في العيش في حضن الطبيعة وفي مكان لا يوجد فيه أي ذكر، وهن بذلك يتحررن من "النظرة التي يلقيها الرجال عليهن" (على حدّ تعبير إحداهن)، وفي هذه النقطة تحديداً يجب البحث عن حقائق الفيلم وخطابه العام.معظم النساء في الغابة هنّ من المثليات، أو من اللواتي مررن بتجارب صعبة واشكالية مع الرجال، وهناك أيضاً من يبحثن عن هويتن الجنسية غير الواضحة، مما يجعلهن يخترن حياةً أكثر انسجاماً مع رغباتهن. هذا كله يتبلور قليلاً قليلاً على خلفية صوت المخرجة الهادئ التي تروي تجربتها مع حبيبها الذي حاول حصرها في صورة المرأة التقليدية، مما يفسّر لماذا اختارت اللجوء المتقطّع إلى حضن الطبيعة، أي على هامش المجتمع والرجال والأفكار السائدة. الفيلم يتولّد من هواجسها ويأخذ شكلاً نهائياً من هواجس الشخصيات الأخرى.تبدأ الأحداث في العام 2018 وتنتهي في أيامنا هذه مع إنجاب توران طفلها الأول الذي لم يكن من الرجل الذي تخلّت عنه! المكان بأشجاره وسمائه والكوخ الذي يتوسّط احدى "ساحاته"، شخصية في ذاتها، وهي أشبه بحضن دافئ لنساء يبحثن عن فرصة تحوّل ويحاولن اكتشاف الذات سعياً إلى حضور حميمي لهن خارج الأعراف والتقاليد التي فرضها الرجال والتي من الواضح انها تخنقهن. كل هذا سنراه من وجهة نظر المخرجة الأربعينية التي أمضت ثماني سنوات وهي تنجز هذا الفيلم المتعثر والمتكرر بعض الشيء في نصفه الأول، الا ان...