الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الطريق لـ"الجنّة" معبّد بالنّار في فيلم لكريس عاقوري

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
من الفيلم.
من الفيلم.
A+ A-

خطف أنظارَ "مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير" (10-16 شباط) فيلم "جنّة" (Paradis) للكاتب والمخرج المستقلّ كريس عاقوري، وعُرض في يومه الأخير.

يحكي الفيلم القصير (21 دقيقة) قصّة ثلاث شخصيات: مجد (جوزف مارون)، ريم (مارلين نعمان)، وأدّت دور الممرّضة ديامان أبو عبود. وينضمّ للشّخصيّات الديك الّذي سيلعب دوراً مفصليّاً في الرّواية.

 

تدور أحداث "الجنة" في بيت قرويّ بعيد، ورثته ريم مع المزرعة عن أبويها منذ ثماني سنوات، وكانت تعتني به وبأخيها مجد الذي أقعده الشلل النصفيّ. كان الدّيك سلوى الشاب المقعد الوحيدة، يطعمه ويستأنس به كلّما يطلّ عليه من النافذة القريبة من سريره، إلى أن وقع المنعطف الدراماتيكيّ، حين أزعج الدّيك ريم بسبب صياحه المتصاعد، فيما كان شقيقها يستحمّ بين يديها، فذبحت الديك للتخلّص من صياحه المزعج. لحظة تنقلب فيها الموازين حين ينفجر الشرّ المتخفّي في قلب الأخ ، فيطلق شرارة الجحيم في المنزل الذي تعتني به الأخت وكان جنّتها. تحوّلت الأخيرة إلى جحيم أو تمثّلاتها في المكان والشخوص، فضلاً عن رمزيّة "التّعرية" في الحمام الّذي أسقط جلد مجد وسمح بمعرفة "الآخر" فيه.

 

 يطرق "الجنة" على المحرّمات المفهوميّة من بابها الواسع: "هل الجنّة هي حقّاً مكان خالٍ من الشّرور؟ ومن قال أنّ الجحيم هي الشرّ المطلق؟"، بحسب عاقوري خلال حديث لـ"النهار"، معتبراً أنّ هذا السؤال هو الباب الاوسع للنقاش الذي يدور حوله الفيلم، وكان مهّد إليه في اقتباس "دانتي" بداية الفيلم "الطّريق للجنّة يبدأ بالجحيم".

كان "جنّة" العمل اللّبنانيّ الوحيد المشارك في المهرجان، وحصد أصداء كبيرة لدى حوالي 3000 مشاهداً من الجمهور المصريّ الّذي حضر الفيلم في "سينما مترو" في الإسكندريّة.

 

لعب عاقوري بثنائيات الخير والشر، القوة والضعف، المرأة والرجل، العمران والخراب من خلال معالجة محدثة غير مطروقة سابقاً، تمنح سجلّه مستوى بعيداً في المقاربة. تتوالد أسئلة شائكة من شبكة الثنائيات هذه، التي يظلّلها مفهوم "الظرف الإنساني" (La condition humaine)، فيجد المشاهد نفسه مدعوّاً لتفكيكها في غوص سيكولوجيّ بعدما تعرّض للارتطام المفاجئ الّذي أداه مجد في قول شائع مفاده "كلّ ذي عاهة جبّار"، وهي تلتحم بديناميكيّة علاقات خاصّة بأخ وأخته، ولكن أيضاً بذكر وأنثى من لبنان، الأمر الّذي يستدعي إعتبار الإطار المكانيّ للحدث وتأمّل التحوّل المؤلم: ماذا لو كان الفيلم أوروبياً أو أميركياً، وخصوصاً أنّ المخرج يستلهم فنّه من تاركوفسكي، وإلى ذلك يقول "خلفيتي الإخراجية متأصلة في السينما الأوروبيّة، ودوافعي يحفّزها السؤال عن الحقيقة والوجود الإنسانيّ".

(كريس عاقوري)

مزجٌ أجاد كريس عاقوري ترجمته في "الجنّة". قصّةٌ حول التضادّ بين الفرد وشخصه المنفصل عنه، وغالباً ما يكون نائماً في داخله، ثم يستيقظ، ويقلب المشهد رأساً على عقب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم