كارولين شامبوتييه المكرّمة في مهرجان برلين 2023: "باحثة صورة" برعت في مهنة يسيطر عليها الرجال

لا فيلم سينمائياً من دون مدير(ة) تصوير. مع ذلك، فالمهنة التي اقتصرت على التقاط المشاهد وترتيب الإضاءة واللعب بالظلال وكلّ هذه التفاصيل الشكلية البصرية، بقيت هي نفسها في الظلّ لفترة طويلة. في العقود الأخيرة، ذاع صيت بعض مديري التصوير، كإيمانويل لوبيزكي وروجر ديكنز (الأخير سبق لـ”النهار” أن حاورته) وأصبحوا وجوهاً معروفة من الجمهور العريض، وراحت المهرجانات تخصص لهم جوائز فخرية رفيعة عن مجمل أعمالهم، كتلك التي تُمنح في مهرجان كانّ باسم بيار أنجينيو. أما نظيره “برلين” فبات يمنح، منذ العام 1986 فقط، جائزة اسمها “كاميرا البرليناله” تكرّم إحدى المواهب الكبيرة في عالم التصوير السينمائي (أو في مجالات أخرى). هذا العام، أُسندت المصوّرة ومديرة التصوير الفرنسية الكبيرة كارولين شامبوتييه، البالغة 68 عاماً، جائزة “كاميرا البرليناله”. مع أنييس غودار، تُعتبر شامبوتييه واحدة من رائدات الصورة في فرنسا. رسّامة لوحتها الشاشة، تلوّنها بالضوء والظلّ منذ أكثر من ثلاثين عاماً. أخذها جان لوك غودار تحت جناحه، وسمح لها آخرون بتحقيق ذاتها من خلف الكاميرا - داخل وسط معروف بسيطرة الرجال عليه -، وصولاً إلى نيلها جائزة "سيزار" أفضل تصوير عن "رجال وآلهة" لكزافييه بوفوا. في فيلموغرافيتها، أسماء مهمّة: جاك ريفيت، بونوا جاكو، فيليب غاريل، كلود لانزمان، جاك دوايون. أسرارها، خدعها التقنية، منهجيتها في العمل، هي ذاتها تقول أنها تجهلها أو لا تعرف عنها الكثير. غريزية شامبوتييه، تؤمن بالأخذ والردّ، والأهم كما كرّرت مراراً خلال حديث جمعني بها في بيروت عام 2015، أنها تبحث عن الصورة بقدر ما تشكّلها.المديرة التنفيذية لمهرجان برلين مارييت روسنبيك ومديره...