ثلاثة لقاءات سينمائية في تسالونيك: شارلوت المسافرة ولوران كاتم الأسرار ومينا المنفي

شارلوت غينسبور في الحادية والخمسين اليوم. إمرأة فاتنة الطلة وقوية الحضور. يصعب عدم التفكير في والديها عند سماعها تتحدّث، رغم انها كيان مستقل عنهما مذ بدأت تحلّق في فضاء الفنّ وحدها. في نهاية العام الماضي، حضرت إلى مهرجان تسالونيك خلال دورته الـ63، لساعات فقط، في اطلالة خاطفة تركت أثراً خلفها. تكرّمت على المهرجان بهذه الزيارة، لتقدّم أحدث أفلام مايكل هير، "مسافرو الليل"، حيث لعبت شخصية مذيعة مكلّفة بثّاً إذاعياً ليلياً، وخلال عملها هذا، تلتقي شابة “مسحوقة” فتأخذها تحت جناحيها. دور لافت أبدعت فيه في إدارة أمير الرقة مايكل هير؛ دور كلل مسيرة حافلة وقفت خلالها أمام كاميرا كبار السينمائيين من فرنكو زيفيريللي الى لارس فون ترير.في لقائها مع الجمهور، قالت: "هذه المرة الأولى لي في اليونان وممتنة لهذا الترحيب الحار. الشخصية التي أضطلع بها في الفيلم امتداد لشخصية المخرج، وهي شخصية خاصة جداً، خجولة، متحفّظة ومألوفة لي. تجري الأحداث في الثمانينات، في عهد فرنسوا ميتران. المرأة التي أجسّدها هي الآن في عمري، لذا لم تكن لديّ مرجعية. يحاول مايكل هير ان يبلور وينقل المشاعر قبل اللحظات الحاسمة في حياة الشخصيات وبعدها. البطلة أمّ عليها العمل لإعالة أسرتها. هجرها زوجها، فشرعت في رحلة خاصة بها. الثمانينات لا تزال في قلبي ووجداني. إنها الفترة التي خطوت فيها خطوتي الأولى كما نرى في الفيلم. انتخاب ميتران كان بشّر بمستقبل واعد وشعور بالأمل".  لوران غريغوار يلقي درساً في كيفية إدارة أعمال النجوم والمواهب.غينسبور موسيقية وملحّنة وكاتبة أغانٍ، على غرار والدها سيرج اسطورة الأغنية الفرنسية. عن تمكّنها من الجمع بين السينما والموسيقى، تقول: "بالنسبة لي، انهما عالمان منفصلان. أحب التنقّل بينهما وربما تكون الموضة جسراً بين الإثنين. مع ذلك، أرتاح أكثر للموسيقى، لأن هذا هو المكان الذي أكون فيه مئة في المئة. إنها كلماتي الخاصة وعالمي الخاص". كانت غينسبور قد أنجزت العام الماضي...