الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بين تشرين وتشرين بيروت تتنفّس... محطّات ثقافية أعادتها للحياة

المصدر: "النهار"
جدارية فريدا كالو في بيروت - نبيل إسماعيل.
جدارية فريدا كالو في بيروت - نبيل إسماعيل.
A+ A-
هي بيروت، العصيّة على الموت والإحباط. بعد عام على الفاجعة، عادت الحياة الثقافية تتسلّل إلى زواريب المدينة. معارض، مسارح وأفلام، وكتب تغذّت على صلابة بيروت وجبروتها. إرادة البقاء غلبت. في شوارع الجميزة وما مخايل التي نفث فيها الانفجار دخاناً ورماداً قبل عام وشهرين، أينعت الحياة. بين تشرين وتشرين حياة أخرى. إنّها بيروت، العصيّة على الموت.
 
مساء الجمعة 22 تشرين الأول، أعادت "الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية" الحياة إلى بيروت خلال ساعة عزف كلاسيكيّ في كنيسة القديس يوسف- مونو، بمشاركة جوقة سيدة اللويزة، ضمن حفل انطلاق موسمها للعام 2021-2022، مُعلنةً عودة الكونسرفتوار الوطنيّ إلى أمسيات بيروت بعد عاصفة كورونا والأزمات المتتالية.
 
 
ليس بعيداً، على خشبة مسرح مونو، كانت مسرحيّة "رسائل حب" للكاتب الأميركيّ آي. آر. غورني، ضربة ثقافية موفّقة كرّست التنوّع المهدّد بفعل الأزمة الوجودية للبنان، وقد أتقن جوزيان نجيم (بدور ميليسا غاردنر) ونديم شماس (بدور آندرو لاد جونيور) اللعبة، فيما تولّت لينا أبيض إخراج العرض الذي استمرّ حتى 3 تشرين الأوّل.
 
في المقلب الآخر، معرض الفنان التشكيليّ غيلان الصفدي المنفرد "حياة الآخرين" في غاليري Art on 56th بالجميزة. لوحات حائرة، نابضة، متسائلة، تُثير تساؤلات "الأنا والآخر". هنا، في هذه النقطة تحديداً، سكبت المدينة دمعاً وسال دمها في الرابع من آب. واليوم، عادت تُبلسم جراح النفس عبر أصباغ لوحات تُحاكي عذابات النفس البشريّة واختلاجاتها.
 
 
وعلى بعد أمتار، كان توقيع الجزء الثاني من كتاب "مدينة مُجاورة للأرض" (إخراج فنّي لـ"دار قنبز"، خط جورج أبو مهيّا مع إشراف سمير الصايغ) الحدث. في ليلة بيروتية مشوبة بعطور النساء وروائح مطابخ المطاعم، وقّع مهيّا الكتاب الذي تم إطلاقه ضمن "مهرجان بيروت للشرائط المصوّرة" (6-10 تشرين الأول)، ولكنه يستمر في غاليري "تانيت" حتى الخامس من تشرين الثاني كمعرض للمُلصقات "الأصليّة" – أي غير المطبوعة.
 
بالحديث عن "مهرجان بيروت للشرائط المصورة"، لا بدّ من الإشارة إلى الحدث البارز الذي أجّله كورونا إلى 6 تشرين الأوّل، واستمرّ 4 أيام، وأطلقه "المركز الثقافي الفرنسي" بالتعاون مع "ليون بي دي" و"الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة" و"مبادرة معتز ورضا الصواف للشرائط المصورة العربية" في الجامعة الأميركية في بيروت، شمل 40 موعداً ثقافياً بين متحف سرسق و"الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة" وغيرهما من المحطات.
 
 
 
نعود إلى المعارض مع لحظات معرض جماعي في غاليري "Mojo"، القائم في شارع مار نقولا- الأشرفية، عنوانه "It’s A Lemon Doubly Mix"، جمع أعمالاً لكلّ من لوما رباح، راشد بحصلي، منصور الهبر، ماهر عطّار، سمعان خوّام، جانيت هاغوبيان، فادي بلهوان، محمّد خياطة، سيرين فتّوح، باتيل باليان، صالح ميسي، ليليا بينبيلايد، وإيليو شاغوري...
 
 
 
 
 
بين بيروت والعالمية 
 
ي معهد سرفنتيس (بيروت الرقمية) حدثان ثقافيان. استفاق اللبنانيون على جدارية شاهقة للفنانة الإسبانية ألبا فابري بلغ ارتفاعها 20 متراً، ترمز إلى عودة الأمل إلى لبنان، تزامنت مع نسخة صادرة عن المعهد من القصائد الأديبة المعرّبة لإيدا بيتالي من أورغواي، وهي تضع في تصرف القراء النتاج الأدبي والشعري لبيتالي، الهامة الثقافية التي نالت في العام 2018، وهي في الـ95 من عمرها، جائزة سرفنتيس الأدبية التي تعادل بأهميتها نوبل الآداب الإسبانية.

 

 
وفي المجال الموسيقيّ، ضربت بيروت موعداً مع المؤلف الروسيّ بيوتر إيليتش تشايكوفسكي في أحد أعماله الشهيرة "الفصول"، وهي مجموعة من 12 قطعة موسيقية قصيرة تعبّر كل منها عن أحد أشهر السنة، أدّتها ميغريك سيتراكيان على البيانو في المركز الثقافي الروسيّ في فردان، في حدث أرادته الأكاديمية اللبنانية للفنون والآداب "La Demeure Des Muses"، جسر عبور للتذكير بلبنان الرسالة وضرورة عودته إلى دوره الثقافي ولو في أمسية موسيقية أخرجتنا من الظلام الحالك المفروض علينا.

من جهة أخرى، استقبل "بيت بيروت" في السوديكو احتفالاً يؤرّخ 25 سنة من "الفن والثقافة" اللذين التزمتهما L’Agenda Culturel. واختارت المجلة الثقافية رقم 25+2، إشارةً إلى تأخّر إحيائها اليوبيلَ البرونزيّ لسنتين بسبب قيود كورونا والأزمات.

وتضمّن الحدث مزاداً علنيّاً مباشراً على 90 لوحة، قدّمها فنّانون لبنانيّون، في خطوة تضامنية، ليعود ريع المبيع للمجلة بهدف مساعدتها على الاستمرار، بحضور "ضيف شرف لا يشبه غيره، ووسط أجواء عارمة من المرح والإيجابية!" وفق البيان الصحافي.

وانطلق من 25 إلى 27 تشرين الأول بيع الأعمال الفنية عبر الإنترنت على منصة ArtScoops، وهي معروضة في مكاتب المجلة في كليمنصو طوال فترة المزاد الافتراضي.

بيروت فضاء سينمائيّ
والخميس، افتُتحت النسخة السابعة لمهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية (BAFF( بعنوان "الوحي" في مسرح مونو في الأشرفية، ويمتدّ عاماً كاملاً بقسمين: الأول من الخميس 18 إلى 28 تشرين الثاني 2021 على مسرح مونو في الأشرفية، فيما القسم الثاني ينطلق من 12 كانون الأول 2021 الى 30 تشرين الأول 2022 عبر بث مجموعة من الأفلام عبر الإنترنت مجّاناً، على أن يُختتم المهرجان بعرض فيلم "لا يكفي أن يكون الله الى جانب الفقراء" لبرهان علويّة، مع حدث استثنائي تُمنح فيه المخرجة زينة دكّاش الساعة 8،00 مساء اليوم نفسه جائزة "اليراعات الذهبية"، وهي جائزة سنوية، ابتكرها المهرجان حديثاً بهدف مكافأة النساء اللبنانيات لالتزامهن تجاه المجتمع المدني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم