الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"أسرار الكنوز بين الرحباني وفيروز" لعبد الغني طليس... ذاك الفتى الأخضر المستحي جاءني كي يشاهد فجرين

المصدر: "النهار"
Bookmark
"أسرار الكنوز بين الرحباني وفيروز" لعبد الغني طليس.
"أسرار الكنوز بين الرحباني وفيروز" لعبد الغني طليس.
A+ A-
قصي الحسينجمع الأستاذ عبد الغني طليس قواه الأدبية والمعرفية والنقدية والشعرية كلها، ليخوض في المغامرة الصعبة في بئر، بل في بحر، بل في قيعان المحيط، وأنهى عمله، "أسرار الكنوز بين الرحباني وفيروز"، الذي صدر لدى "دار نلسن"، وكانت أداته إلى ذلك، كل ما تحت يده من أدوات، إذ وجد أن العالم الرحباني يحتاج إلى مهارة ودقة ومتابعة، وللعودة إلى الذاكرة والحفر فيها، أكثر ما يحتاج إلى القراءة في التفاصيل المكتبية والدفترية. في حمأة التحرير وغمرته، كان يستعين بكل الأدوات التي يتمكن منها: دقة التحري عن المعلومة، وإعادة صياغتها شفافة في مقال، أو في فصل، مع إضفاء غلالة حريرية ناعمة من الأدب والشعر عليها، وهو يسير على درب النقد. يفحص اللقى والجواهر. يتأكد من حقيقتها. ثم يتابع سيره خطوة خطوة. يقول في مفتتح عمله، شعرا، تحت عنوان: "أنا بيروت": "تقول المدينة/ إني تعرفت ذاك الفتى الأخضر المستحي/ جاءني كي يشاهد فجرين: عاصي ومنصور/ في "البيكاديلي"/ وفيروز جامعة البر والبحر/ والموت بالصوت/ كانت زيارته خطوة نحو قلبي/ فصرنا حبين/ كان الفتى يتهجى القصائد/ قلت سأغدو قصيدته/ عند "عبقر"/ حيث الرؤى تتعرى بواد سحيق".تتبع الباحث ها هنا، يحتاج إلى طول أناة، لأنه يسبر الأغوار ويغوص على المعاني التي تبيأت ذلك البيت الرحباني العريق. وقد صدقنا القول حقا، حين قال لنا: إنه إذ يبحث عن الكنوز الرحبانية، إنما يبحث عن أسرارها. فالرحابنة عاصي ومنصور وفيروز، صاغوا، كما يرى، المثلث الذهبي الذي يوقع الزمن بالفن الساحر، ليملأوا به الجرار. فتأخذ أمكنتها لزمان آخر. تنبسط عمائرها أمام الأبصار، ولو في الليالي الدجى. سئلت مرات عدة، في مناسبات معينة، وأحيانا عفو الخاطر في مقابلات، عن سبب علاقتي القوية والزكية بالأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وفارق العمر بيني وبينهما، ثلاثون عاما، أي جيلان على الأقل، وكنت أحار من أين أبدأ/ من غرامي غير المتناهي بمسرح الأخوين وصوت فيروز وأنا طفل".لم يوفر عبد الغني طليس، الشعر في كتابه السفر. جعله المقدمة الأولى للنقد ورحلة البحث والباب العريض الذي يدخل منه الشاعر، وهو يحمل مصباح ديوجين، في عز الظهيرة المظلمة، للبحث...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم