80 لوحة عن بيروت خلال 24 ساعة بعد الانفجار... وسام ترحيني لـ"النهار": أردتُ مشاهدة النهاية في كل قصّة
06-11-2020 | 10:20
المصدر: "النهار"
ترايسي دعيج
محظوظٌ من لم يعِش لحظات انفجار بيروت، ولم يذق طعم هذه المرارة.
أشهر مرّت على الفاجعة، لم يجفّ دمع أهالي الضحايا ولم تتوقّف الذاكرة عن استعراض المشاهد الأليمة. غادر قسمٌ من اللبنانيين. بقيَ قسمٌ آخر يصارع. الإهمال والاستهتار لا يزالان على حالهما كأنّ قبل الزلزال يشبه ما بعده. العدالة معلّقة، والبعض يتعامل مع ما جرى على أنّه حدث عابر، وقد انتهى ولم يعد يستدعي أي شيء.
كلٌ منّا ينفرد بالتعبير عن ذاته، سواء بريشةٍ، بقلمٍ، برقصة، أو بقصّة... نلجأ دائماً إلى هذا المكان المخفي في أنفسنا حيث لا أحد يرانا، ننفرد مع ذاتنا ونُطلق عنان كلّ ما يزعجنا. عندها فقط، قد نرتاح. ربما هذا هو هدف الفن، وهدف الشغف.
رسم الفنان وسام ترحيني 80 لوحةً، تتمحور أحداثها حول ما حصل خلال الـ 24 ساعة من انفجار بيروت. وفي حديثه لـ"النهار"، قال: "أرسم الواقع، أُظهر ما حصل من دون أن يشعر الناظر بخدش".
يسعى الفنان إلى إظهار المآسي مبلسماً الجراح، مظهراً الواقع بأقل وجع وألم. فبريشته وموهبته، عرض ترحيني أبرز صور لأحداث انفجار المرفأ. طغت الألوان والحركات مبينةً سلسلة مواقفٍ حصلت مع اللبنانيين وطُبعت في ذاكرتهم إلى الأبد.
يتابع: "عشت الحرب الأهلية، ولكن آلمني انفجار المرفأ أكثر، بالرغم من نجاتي من عبوات عدّة في تلك الفترة".
الإنسانية تظهر بوضوح في كل لوحة. اللهفة، النخوة والرغبة في المساعدة. استطاع الفنان التشكيلي تخليد الذكريات الأليمة، نفخ فيها الحياة حتّى أصبحت حقيقيّة تتحرّك.
أخذت كل لوحة مدّة يومٍ تقريباً للانتهاء من رسمها. عنها يقول: "كنتُ أنفصل عن الواقع وأعيش مع اللوحات، أردتُ أن أشاهد النهاية في كل قصّة".
يخطط ترحيني إعداد ألبوم صور للوحاته الـ80 عن قصّة بيروت خلال 24 ساعة، ليعود ريعه إلى الصليب الأحمر اللبناني وجمعية أخرى. لا يكفّ عن الحلم. لا يكفّ عن محاولة الإحساس بجدوى الحياة.