اشترِك في نشرتنا الإخبارية
هواية التمدّد
جو قارح
هواية التمدّد
أتمدّد،
أنزلق على سطح العالم،
أرمي يديّ،
ابتلع رجليّ،
أغوص في علبة دخان ضيقة،
أتقوقع،
بالكاد أشعر،
تنحصر الأضواء في عينيّ،
الشارع مليء بالوجوه،
الرصيف غرفة لتغييرالأفكار ونمشي،
الحمام مهرب سخيف،
وفنجان القهوة قمر ذاب على سفح حديث مضجر بطيء،
طلبتُ من العمر شيكًا بلا رصيد فأرسل لي أيامًا لقيطة،
والحفرة التي حفرتها لأخي،
وقعت يدي مني فيها و ضاعت،
ينتظرني الليل لأغفو على كتفه،
صار لاعب بوكر محترفًا،
يرمي النجوم على رأسي كيفما كان،
يزيد الرهان بثقة ثمّ يتراجع،
يسرق نظرات الجميع،
وأنا لست سوى الورقة الخاسرة التي سينكز بها أسنانه.
***
قوس قزح
صوتي صقيع يجمّد تحركاتي،
أسمعني فأَكْتَئب،
أصاب بمرض الواقع،
أدور حول جسدي لأصلّي،
يقابلني إلهي بضحكة نصر،
لقد ربح.
لن أموت أبدًا،
سأتعاطى الخلود إلى،
سأسكر على جثث الآلهة،
أشرب الشمس لأبوّل على الغيوم،
ثمّ أشويهم على بحر خفيف،
سأتكلّم من يديّ،
وأسمع أنين الحزانى من طرف عينيّ،
الملائكة ستتمنى غنائي على ألحانها،
وبدلًا من قوس قزح سخيف،
سبعة من ألواني:
الأوّل للشجرة التي أمسكت بمشنقتي ورفضتني،
الثاني للهواء الذي يدغدغ أصابعي لتتوسّل،
وآخر للنوم،
أخفّ غثيان،
والرابع للخراب لرغباتي النّاحرة،
الخامس للخجل المخبّئ،
السادس للعدم الذي أشتاق له،
أما الملعون الأخير فأكسره،
وأضعه سمًّا لبقايا الأمل فتموت،
تحترق تتعذب تتبعثر تصلب،
تُنحر تُجلد تُمزق تُغتصب.
لماذا تنظرون إليّ،
كالجنون الشّبق،
كطريق يعوّي مع كل،
كطفل يعضّ طرف الصبح بكمّه،
لا أفعل بل أكذب،
لا أعيش بل أجنّ،
بحثًا.
***
سهر طويل
السهر درب جلجلة،
أغازل الليل لكن،
حذر و جنون معًا،
ألعق شفاه السماء تنسدل،
رجلاي تغطسان في،
أغرق،
بداية بلا،
رأسي ينخر عظم الصمت،
أداعب فتيات على حيطان مخيلتي،
معي فنجان قهوة لكنه برد،
معي سيجارة لكنها انظفأت،
مبعثرة في كل مكان،
لا أعرفها،
هل هي حقًا هي؟
أشعر بحاجة،
مجرد إقناعي بإنني ما زلت.
روحي تطرق،
لحظة،
القمر ينظر،
يخيف يديّ،
يخيفني،
أحبسه في عينيّ،
أرميه في غرفتي،
أربعة جدران كافية،
مليون حاجز لا،
الخيال لعاب سال على كلماتي فغرقت،
ترك لي كاباريه أفكاري،
أُغلق فمي بفراشة،
يحل الربيع،
أطير،
يبقى ظلي.
