لماذا وسّعت تركيا عملياتها العسكرية في العمق السوري؟

قام رئيس تركيا رجب طيب أردوغان أخيراً بزيارة رسمية الى مصر بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد وأجرى محادثات معمّقة مع رئيسها عبد الفتاح السيسي وإيجابية وفقاً للأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام عنها. وهو لم يكن ليُقدِم على هذه الخطوة لو لم تكن الظروف الراهنة في المنطقة، بعد "طوفان الأقصى" وتدمير إسرائيل قطاع غزة بشراً وحجراً واشتعال جبهة الحرب اللبنانية - الإسرائيلية وانشغال عرب المنطقة وإيرانييها بها، تهيّئ أو يُحتمل أن تهيّئ لنظام إقليمي جديد فيها تطمح تركيا الى أن تكون عضواً أساسياً فيه. فهل يقوم أيضاً بالانفتاح رسمياً على سوريا بشار الأسد يُخلّصه من مشكلاته المُزمنة مع أكرادها المتحالفين ضده مع أكراد العراق وربما أكراد إيران وسائر الأكراد في العالم؟ الجواب الأوّلي عن هذا السؤال هو أن روسيا بوتين دفعت حليفها السوري وصديقها التركي قبل حرب أوكرانيا الى التفاهم واستضافت من أجل ذلك أكثر من اجتماع ضم وزراء ومسؤولين أمنيين من الدولتين. بدا في حينه أن أردوغان والأسد على استعداد لخوض "معركة" استئناف العلاقات الديبلوماسية ولاحقاً التعاون الإقتصادي وربما العسكري. لكن التطورات الدولية الصعبة والدقيقة في آن وأهمها على الإطلاق حرب روسيا على أوكرانيا شغلت موسكو كثيراً ففقد تحركها بين دمشق وأنقرة زخمه، علماً أن المسؤول الأول في دمشق...