الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

ما بين القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية

المصدر: "النهار"
Bookmark
دخان يتصتعد فوق بلدة جنوبية في لبنان (أ ف ب).
دخان يتصتعد فوق بلدة جنوبية في لبنان (أ ف ب).
A+ A-
الدكتور فيليب سالمليلة مولده في مغارة في بيت لحم، سُمع صوت من السماء يقول: "لقد نزل المسيح فارتفعوا". واستقبلته الملائكة بالأناشيد "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". وها قد مضى اكثر من ألفَي سنة. نزل المسيح ولكن الإنسان لم يرتفع. نزل المسيح ولكن الأرض لم ترَ السلام. وفي الأرض ذاتها التي وُلد فيها المخلّص تدور اليوم حروب لم يرَ البشر بفظاعتها، وهولها من قبل. تقول إسرائيل إنها تدافع عن نفسها وإن الدفاع عن النفس حق. ولكننا نريد أن نسأل: وهل هو حق قتل المدنيين الأبرياء، وتدمير منازلهم ومستشفياتهم، ومن ثم تهجيرهم إلى أرض غير ارضهم؟ لقد قتلتم أكثر من عشرة آلاف طفل، وهل هؤلاء الأطفال إرهابيون أيضا؟ صوَر بعد صوَر. مشاهد بعد مشاهد. وأكوامٌ من جثث الصغار والكبار، تملأ الطرقات والساحات. وكيف لا تنحني أمام آلام الفلسطينيين؟ وآلام هذا الشرق؟ ولا بد لي كطبيب من أن أرتعد عندما أرى ما أرى. ها قد أمضيت تسعاً وخمسين سنة وأنا أعالج المرضى. أعمل ليل نهار، ويوما بعد يوم، أسبوعا بعد أسبوع، شهرا بعد شهر، لشفاء مريض واحد. ثم تأتي الحرب ويأتي المسلحون ويقتلون آلاف البشر في يوم واحد. فأعود، وأنا المسيحي، إلى ما جاء في القرآن: "ومَن قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا. ومَن أحياها، فكأنما أحيا الناس جميعا". أعود إلى هذه الآية لكي لا أخسر ثقتي بالإنسانية، أعود إليها لكي أحيا. وقد تتساءل لماذا يدعم الغرب إسرائيل في هذه الحرب دعماً لا محدوداً وغير مشروط؟ فماذا حلَّ بقيم الغرب؟ وماذا عن العدالة؟ وعن حقوق الانسان؟ بل ماذا عن الإنسانية؟ الجواب هو ان الصهيونية العالمية كانت قد اغتصبت العقل في الغرب قبل ان تغتصب الأرض في الشرق. لقد اغتصبت العقل بترويج الاساطير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم