الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"لقاء من القلب" مع نصري الصايغ اليوم

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
نصري الصايغ.
نصري الصايغ.
A+ A-
لا ينفك نصري الصايغ يُطلق المبادرة تلو الأخرى. دمّره انسانيا ونفسيا، وايضا ماليا، الوضع المستجدّ في لبنان، خصوصاً بعد قرار صديقه طلال سلمان إقفال جريدة "السفير"، وإحالة الجميع إلى تقاعد جزئيّ لم يرضخ له نصري الذي لم يحصر عمله في الصحافة اليوميّة، بل أكبّ على التأليف، وإصدار الكتب بغزارة انتقدها البعض. لكن غزارة نصري الصايغ لم تؤثِّر على جودة الانتاج. ويعرف ذلك مُتابعوه المُخلصون الذين أرهقهم، كما أرهق من قبلهم صحافيّين وناشطين في المجتمع المدني، لفرط حركته والتعب من اللحاق به.

نصري لا يهدأ. من مشاريع ثقافيّة، واجتماعيّة، وعائليّة أيضاً، ومشغريّة (نسبة إلى مسقطه مشغرة) حتّى أنّه بادر مرّات إلى إقامة مهرجانات سياحيّة وثقافية وصولا الى سوق شعبي للمونة والاشغال الحرفية. يفتش دائماً عن مساحات اللقاء، يجمع حوله الأحبّة والأصدقاء، وآخرين يعتقد ان لهم الحق ايضا بفرح اللقاء، يرى فيهم وجه الله. هذا الوجه الذي أرعب نصري صغيراً في الدير (دير المخلّص العامر الذي يزوره باستمراره ويتفيّأ في ظلاله) حيث النظام الصارم، والظالم أحياناً، لأولاد تركوا ذويهم واستقرّوا في إقامة داخليّة كانت "دارجة" في ذلك الزمن، عندما كان الأهل يُرسلون الأبناء إلى الأديار لتلقّي التربيّة والتعليم وحسن الرعاية.
اليوم، بعد الظهر، موعدنا مع نصري الصايغ في خطوة لها أبعاد عدّة منها:

1- إن نصري الذي أصابه اكتئاب من جراء عزلة الكورونا، وويلات البلد من انهيار اقتصادي ومالي، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت، أراد أن يخرج من تلك العزلة، بطريقة مُبتكرة.

2- أراد نصري الصايغ أن يعود إلى "السفير" ويُعيد الضوء إليها، فقرّر جمع الأصدقاء في رحابها، في المكان الذي اعتاده لسنين، وفيه خطّ الكلمات، والتقى وجوهاً غابت أو باعدها الزمان.

3- أراد نصري الصايغ اللقاء ثقافيّاً على عادته، وبما يشبهه، في عالم الكتب، وبين الكلمات والحروف. لقاء حول كُتب أصدرها في زمن الحجر، فلم يُقِم لها احتفالات وتواقيع، ولم تبلغ جمهوره إلّا القليل منهم.

4- سيعمد نصري الصايغ الى توزيع تلك الكتب مجاناً لمدعوّيه. وهذه مغامرة في ذاتها زمن الانهيار المالي والاقتصادي، إذ لن يكون في وسعه تغطية مصاريف طباعتها مُجدّداً فيما لو نفدت. لكنّه يُفكّر بطريقة أخرى، بعيداً عن منطق التجارة، والمال. يُريد أن تحطّ الكلمة في ديارنا، نحن الأصدقاء، وأن نُشاركه الأفكار، والقرارات والتحليلات. يُريد أن يرى الكتب القيّمة في مكتباتنا، وعلى مكاتبنا، وبين يديّ كل واحد منّا، بدل أن تُرصف في المستودع تنتظر سائلاً.
 
الحفل اليوم، يُشبه نصري الصايغ، ألى أبعد حدّ. هو لقاء العائلة، والأصدقاء، والصحافيّين، والكُتّاب، وأهل مشغرة. لقاء الكلمات، والحروف، والكتب، والمعرفة والثقافة. لقاء من القلب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم