دخلنا غير آمنين في لحظةِ توسّعِ بيتِ الرَّحِم. الشعبُ يصرخُ والنظامُ يستشعرُ بين فخذيه قدومَ المسخِ الجديد. المولودُ الجديدُ يرفسُ بطنَ الجمهوريةِ الثانية. صرخةُ حياته غير مضمونة. من المؤكد أن رأسَهُ يسبقُ رجليه. إخراجُهُ سيكونُ بالكمّاشات. دولةٌ مستحدثةٌ خصيصاً لزمرةٍ من السياسيين وشعبٌ صعبُ المراس مَلهي بالنعرات وأحقادِ الحروبِ الأخوية. حَبلُ صرّةٍ غليظٍ في بطنه يوحي انه سيدخلُ زمنًا طائفيًا قديماً مموهّاً بقليلٍ من الماكياج. لبنان يُغسَلُ من دمه بصابونِ التسويات حاليًا. شوهدَ الأطباءُ الدوليونَ والإقليميونَ يلطمونه ليصرخ. أدخلَ أحدُهُم في منخرِهِ عوداً ليفتَحَ قصَبَتَهُ الهوائية. لُفَّ بإزارٍ وأودِعَ غرفةَ الإنتظار. شعبٌ سعيدٌ فائزٌ بأطوَلِ تصفيقٍ حار في تصنيف غينيس ينتَظِرُ في الردهة لإلقاءِ نظرةٍ على المولود الجديد قبل تقبُّلِ التهاني وتضييفِ " المِغلي ". لن يختلفَ أحدٌ على اسمه....

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول