لن تخسر اسرائيل... لكنّها لن تربح ومتاعبها بدأت

 اللبنانيّون مختلفو الرأي حيال الحرب الدائرة منذ أكثر من أسبوع بين حركة "حماس" الفلسطينيّة المُسيطرة على قطاع غزة واسرائيل بنيامين نتنياهو. وهذه عادتهم في أثناء تقويمهم كلّ القضايا الخارجيّة بل العربيّة، ولا سيّما عندما تكون عسكريّة أو أمنيّة. يدفعهم إلى ذلك الخوف المتأصِّل عند البعض من الديموغرافيا العربيّة واستطراداً الإسلاميّة الواسعة في المنطقة، والرفض المُزمن للغبن السياسي عند البعض الآخر رغم انتهائه. كيف يرى "الخائفون" الحرب الفلسطينيّة – الإسرائيليّة الدائرة؟ يعتقدون أوّلاً أنّ حركة "حماس" هي التي بدأتها بإطلاق صواريخ على اسرائيل التي كانت شرطتها وأمنها وقوّاتها العسكريّة تُمارس العنف ضدّ فلسطينيّي حيّ "الشيخ جراح" في القدس الشرقية بغية إخراجهم من منازلهم التي يمتلكها في رأيها مواطنون يهود. ويعتقدون أيضاً أنّ إيران الإسلاميّة هي التي حرّكت "حماس" نظراً إلى العلاقات الوثيقة بينهما التي عمّقتها حاجة الثانية إلى السلاح والذخائر والتدريب وأحياناً إلى المال وحاجة الأولى إلى استكمال دورها طرفاً إقليميّاً أساسيّاً في الصراع الفلسطيني واستطراداً العربي – الإسرائيلي، ولا سيّما بعدما نجحت في لبنان وسوريا أن تكون هي الطرف الأوّل المواجه لإسرائيل وإن عبر وكيلها وحليفها "حزب الله". طبعاً مرّت علاقة إيران و"حماس" بفتور في مرحلة مُعيّنة أثناء الحرب السوريّة وخصوصاً بعد الطابع الصراعي المذهبي السُنّي – الشيعي الذي اتّخذته.  لكنّ أولويّة فلسطين عند الاثنتين وحاجة الثانية إلى سند مُستعدّ صاحبه لتوفير كلّ ما تحتاج إليه من سلاح ومال ودعم سياسي وإعلامي أطاحت الفتور. علماً أنّه لم يؤثِّر يوماً على المساعدة العسكريّة الإيرانيّة للحركة. ويعتقدون ثالثاً أنّ إيران تُثير الاضطراب والفتنة، وتحرف أنظار الناس والمواطنين عن مشكلاتهم الصعبة والمُزمنة. أبرز مثال على ذلك سوريا والعراق. ويرون أنّ مصلحتها أن تكون الدول التي تتدخَّل فيها أو بالأحرى السلطة فيها ضعيفة، إذ من شأن ذلك مساعدتها على تنفيذ استراتيجيّتها الطموحة والمُعقّدة والمُتشعّبة. يعتقد "الخائفون" أنفسهم رابعاً أنّ بدء الضغط على إيران لتخفيف وجودها ودورها...