هل لتمثيل باقري بلاده في "العيد الوطني" رمزية ما؟

فوجئ الذين شاركوا في العيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت الأسبوع الماضي وفي سفارتها الجديدة الضخمة بوجود رئيس الوفد الإيراني الذي شارك في المفاوضات النووية غير المباشرة في فيينا السنة الماضية وبعض التي قبلها بين بلاده والولايات المتحدة في حضور الشهود الذين وقّعوا الاتفاق النووي بين الدولتين عام 2015. وهو للمناسبة الدكتور علي باقري. وتساءلوا ولا يزالون يتساءلون عن أسباب وجوده في بيروت في المناسبة المذكورة. طبعاً كان السبب المُعلن تمثيل بلاده في عيدها الوطني، وتم اختياره لأنه أحد نواب أربعة أو خمسة لوزير الخارجية الإيراني، ربما لأنه "أقل انشغالاً" هذه الأيام في الظاهر بالمفاوضات المتوقّعة مع أميركا رغم المساعي المبذولة من جهات عدّة عربية (قطر وعُمان) وأوروبية (فرنسا وربما غيرها) لاستئنافها ثم التوقيع على إحياء الاتفاق النووي بصيغته القديمة أو بصيغة فيها بعض الجديد. لكن رغم صحّة ذلك لا يمكن إغفال الصلة بين رمزية باقري وموقعه ورمزية سفارة بلاده الجديدة والضخمة ورمزية "حزب الله" ابنها وحليفها وذراعها العسكرية الأقوى في لبنان والمنطقة. وقد يكون لبنان على الأرجح أول من يستفيد من إحياء "النووي" وأكثر من يتأذّى من انتقاله بعد موتٍ سريريٍ طويل الى موتٍ أبدي.طبعاً لم يخلُ وجود باقري في بيروت لأيام...