هل حقًّا يُحِبُّنا الله؟

 هذا السؤال يطرحه المؤمن عندما يصلّي إلى الله ولا يستجيب الله لصلاته، أو عندما يقع في محنةٍ ويطلب إلى الله أن يُنقِذَه منها ولا يستمع الله لطلبه، أو عندما يمرض ويطلب الشفاء، فلا يفارقه المرض. فيقول في نفسه: لو كان الله يحبّني حقًّا لاستجاب لصلاتي وأنقذني من محنتي وشفاني من مرضي. لا جواب لنا عن هذه الأسئلة إلاّ بالعودة إلى الكتاب المقدَّس ولا سيّما إلى العهد الجديد الذي يتضمّن إيمان الرسل الذين عاشوا مع السيّد المسيح ومنه تلقّوا الحقيقة حول الله وحول علاقة الله بالبشر، وكتبوا نتيجة ما سمعوه وما رأوه وما تأمّلوه، بحسب قول يوحنّا الإنجيليّ في رسالته الأولى: "إنّ ما كان من البدء، ما سمعناه، وما رأيناه وما تأمّلناه وما لمسته أيدينا في شأن كلمة الحياة... به نبشركم أنتم أيضًا" (1 يوحنا 1:1-3).  إنّ كلمة الحياة هي يسوع المسيح نفسه الذي أظهر لنا في تعاليمه وحياته وفي موته وقيامته وجهَ الله الحقيقيّ. ففي تعاليمه أكّد لنا أنّ الله هو أبٌ محبٌ لجميع البشر. وما الأشفية التي أجراها يسوع ومغفرة الخطايا...