السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لا عضاريط بعد اليوم

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
تعبيرية (نبيل إسماعيل).
A+ A-
"إن جهل ناخب واحد في الديموقراطيات يعرّض أمن الجميع للخطر"جون كينيديأكثرنا لا يعرف عن فنون الرسم سوى أنه يحبها. أما لماذا هي تشكيلية ولماذا سوريالية ولماذا "طبيعة صامتة"، كما يسمّيها الانكليز، أو "طبيعة ميتة"، كما يسمّيها الفرنسيون، فالأمر لأهل الاختصاص. والسوريالي هو غير المألوف. كأن ترسم امرأة قدمها في فمها وعلى رأسها بطيخة، أو بطة لها رأس حمار ومياسم جمل. أما الطبيعة الصامتة أو "الساكنة"، كما في الأصل الهولندي، فهي رسم المَشاهد غير الناطقة كالجبال والبحيرات والبنك المركزي.اللذيذ في هذا البلد اللذيذ، ليس فقط في التنوع والتعدد في مكوناته الخالدة ومركّباته السحرية، بل في تعدد المَشاهد وتنوعها وغناها في الابتكار. يوم سوريالي، بطة تحمل جملاً، أو عصفورة تداعب فيلاً، ويوم طبيعة ميتة، المشاعر والضمائر.في هذه اللوحة تمثّل الدولة الطبيعة الميتة: لا روح فيها ولا شيء يحييها. ويمثّل الناس الفن التشكيلي. ويمثّل الوطن عشرات الآلاف من المغتربين سعداء الحظ لأنهم عثروا على وطن آخر.في "الطبيعة الميتة"، لا شيء يتحرك. يقع ثالث أقوى انفجار تقليدي في التاريخ ويموت الضحايا جملة وتقسيطاً، ثم تُرسل القوى الامنية لحراسة المواكب الانتخابية. تعمّ المجاعة ويسود البؤس واليأس والهوان، ويدفع المرشحون 100 ألف دولار للساعة الاعلانية على الهواء والهراء المكرَّر والمصفّى.في هذا المشهد المثلث الأبعاد، تشكيلي سوريالي طبيعة ميته، تظهر فجأة في قلب بيروت، سيدة في منتهى الاناقة الصامتة، وتعبر المدينة نصف عارية،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم