الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

شوقي أبي شقرا يأخذ إلى العرس إلى الزفاف: ديوان "عندنا الآهة والأغنية وجارنا المطرب الصدى"

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
شوقي أبي شقرا (بريشة الرسّام منصور الهبر).
شوقي أبي شقرا (بريشة الرسّام منصور الهبر).
A+ A-
"عندنا الآهة والأغنية وجارنا المطرب الصدى"، الديوان الذي يصدر لدى "دار نلسن"، هو الخامس عشر في "مؤلّفاتي"، والعبارة كما الكتاب بقلم الشاعر الكبير شوقي أبي شقرا، الذي تتمرّد كلماته وجمله وصوره وقصائده على الوهن، على التعب، على الكهولة، على الشيخوخة، ولا تزال اليوم تمشي، وأكثر من أيّ يومٍ مضى، مظنطرةً، متغاوية، ممشوقة القوام، رهيفة، وتصل حاملةً سلال الدهشات التخييليّة، لتنطّ على الجبال، على رؤوسها، وتتمايل كراقصات الباليه على رؤوس الأصابع، وعندما تنزل إلى اليمّ لتتشطّف، وتستحمّ، وتغسل قدميها، تعود تصهل بلسان الأحصنة، ووجدان الخيول، وتقفز خببًا، إلى الأراضي الأم، إلى السهول والتلال والغابات، وحيث لا يحطّ إلّا القلم المحبّر بالحلم والخيال. في ديوانه الجديد هذا، يثبّت شوقي أبي شقرا كرسيّه الخاصّ به، والمكرّس له، على الكوكب. على كوكب الشعر. في المخيّلة اللغويّة. في الحلم اللغويّ. في نهر الباطن. في الغابة. وعندما يكتب هذا الشعر، ويرسله إلينا الآن، نحن سكّان الأرض، يرسله إلينا مكتوبًا لا بضجر لغتنا المتداولة، بل بما يمكّننا فقط من إدراك المسافة الشعريّة التي ينبغي للقياس النقديّ والجماليّ أنْ يقيسها لكي يعرف الفرق بين السنة الواقعيّة والسنة الضوئيّة للزمن الشعريّ. الآن، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بتُّ على يقينٍ جازم، أنا الذي وضعتُ جزءًا من أطروحة دكتوراه جامعيّة، معجميّة تحليليّة، عن كتابه "سنجاب يقع من البرج"، أنّ شوقي أبي شقرا هو السنجاب الذي قفز من برج الشعر، ليقطف الشعر، ويبعث به إلينا، لكن – خلافًا لعنوانه - لم يقع من ذلك البرج البتّة. لم يقع منه على الإطلاق. هذا سنجابٌ لن يقع من برج الشعر.يصطاد شوقي الشعر اصطيادًا. وإذ أقول يصطاد، أقصد صيد بواشق التخييل المحلّقة تحليقًا حلميًّا وباطنيًّا، لا تحليقًا مسافيًّا. ليست المسألة الشعريّة عند شوقي مسألة مسافة حسّيّةً ومادّيّة بين الدالّ والمدلول، بين الكلمة والكلمة التي تليها وتلك التي تسبقها. إذ هي مسافةٌ داخل المنطق التخييليّ للغة. ومن العبث مقاربة كتابته من طريق إخضاعها لمدى العلاقة التأويليّة بين الدالّ والمدلول، أو للعلاقة المنطقيّة التي تحكم التأليف الشعريّ، أو المعياريّة التي تجعله يستدعي هذه الكلمة دون تلك، هذه الصورة أو غيرها، ليبني عليها معمارًا لقصيدة، أو مدماكًا لغويًّا، أو جملةً شعريّة. أكرّر: من العبث ملاحقة الكتابة لدى شوقي وفق هذا المنظور التحليليّ. هذا عبثٌ نقديٌّ يوازي العبث الذي يطلب – بطريقةٍ عقلانيّة، أو منهجيّة، أو رياضيّة، - من عصفورٍ نزقٍ، شاعرٍ، أو سوى ذلك، أنْ يحطّ على عمود كهرباء، أو على عريشة، ثمّ يطير، متنقّلًا في رحاب السماء، كما في رحاب عقله التخييليّ الباطن، ويتولّى بنباهة العصفور، وبمنطقه التحليقيّ، وبخفق جناحيه، ورؤى عينيه، تركيب الجملة، أو نسج العلاقات بين الكلمات، أو التقاط الصور. وهلمّ.عندما تلقّيتُ نسخة من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم