الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الحداثة المتوحِّشة تلتهم منطقتنا

المصدر: "النهار"
جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
رجال يرتدون قبعات في الظل في إشبيليا (أ ف ب).
رجال يرتدون قبعات في الظل في إشبيليا (أ ف ب).
A+ A-
بعد الحرب العالمية الأولى جرى تباعاً رسم حدود عدد كبير من الدول الجديدة في ما اصطُلِح على تسميته أميركياً: الشرق الأوسط. وحدهاكما تبيّن لاحقاً بقيت خارطة فلسطين التي تقع في قلب هذا الشرق الأوسط مفتوحةً على لاحدود نهائية، ولاتزال مفتوحة. حتى تأسيس اسرائيل عام 1948 لم يستطع تكريس هذه الحدود مع فشل مشروع التقسيم الدولي لفلسطين إلى دولتين يهودية وإسرائيلية و منطقة تحت اشراف دولي هي القدس. والملف مفتوح طالما لم تستقر نهائيا حدود فلسطين بين إسرائيل وجيرانها الفلسطينيين. بقيت الحدود مفتوحة إلى اليوم ، وارتسمت مع الوقت معادلة تجعل كل الشرق الأوسط مهدداً. مصر رغم حربين خاضتهما انتزعت بالتفاوض السلمي استقرارحدودها، سوريا لا يُعرف إلى الآن مصير الجولان في الجزء الغربي من جنوبها، والأردن قَبِل من جانب واحد الاكتفاء بحدود شرق الأردن"متخلياً" عن الضفة الغربية التي أصبح مع قطاع غزة إطار طموح الفلسطينيين إلى دولة مستقلة في حدود ما هو عشرون بالمائة فقط من مساحة فلسطين تحت الانتداب البريطاني بينما عاد الاتجاه الأكثري في المجتمع الإسرائيلي يميل إلى نشر الاستيطان اليهودي على كامل مساحة الضفة الغربية.هذه المساحة الصغيرة التي إِسمها فلسطين وإسرائيل والمحاطة بملايين الكيلومترات المربعة من مراكش مرورا بالجزائر وتونس وليبيا ومصروالسودان ثم العراق والسعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي و إيران وأفغانستان وباكستان وتركيا وسوريا ولبنان والأردن تبدو على الخارطة وكأنها العقدة التي تتوسط كل الشرق الأوسط المكشوف طالما هي مكشوفة. ليس هذا مجرد مخيلة جيوسياسية بل هو واقع انتقل في القرن العشرين مع انفجار القضية الفلسطينية وتأسيس إسرائيل إلى قنبلة موقوتة إنسانية وسياسية وأمنية أضيف عليها تفاقم ما اسميته "الحداثة المتوحشة" في كتابي "المهنة الآثمة" كلما أوغل الكيان الإسرائيلي على طريق التقدم الحضاري والعنصرية غيرالحضارية. منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى هجمت الحداثة السياسية على المنطقة عبر تقسيم الخرائط وإنشاء الدول...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم