أُطلُّ برأسي المُشَورَب مِن شَبَك الحديد. غطاءُ مجرورٍ لم ترأَف به وزارةُ الأشغال منذ عقود. ما زالت تعالجُ تَداعيات مجرور رملة البيضا منذ سنوات. رائحةُ زبَدِ المياه المبتذلة حيث دارتي مع زملائي الفئران لم نَعُد نتنشَّقُهُا. نحن نحترمُ مُبتذلاتَ البَشَر ونرضى بما قسمَهُ الله لَنا. في الخارج يتقاسَمونَ بقاياهُم فمَن يا تَرَى أشرَف ولادَة، نحن معشرُ الفئران أم هم معشَر الأوادِم؟ الرائحةُ في الشارع تبدو بالمقارنة مع رائحة مجاريرِنا عطراً بيار كاردانيًّا. هَرمُ بون جوس مُجعلَك مِن على أيام الليرة ومثلُها على يميني لم يُترَك فيه شيءٌ يَبلُّ الرِّيق. على مقربَةٍ منه برازُ كلبِ كانيش طازجٍ كغرغرينا مقيَّحة. صاحبَتُه تركت هدايا كلبَها المكوَّزَة كَحبوبِ الكاجو أمام مدخل بيتٍ صاحبُه يلعنُ الكلاب وعيشتَها دون ان يدري انها محظيّة. هي تَحظى ببيطريٍ يعاينُها بانتِظام حمايَةً...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول