منحوتة "رأس توت عنخ آمون" تباع بستة ملايين دولار رغم معارضة مصر

بيعت منحوتة تمثل الفرعون اليافع توت عنخ آمون بسعر حوالى 6 ملايين دولار في مزاد أقيم الخميس في لندن، رغم احتجاج القاهرة التي تعتبر العمل مسروقا وتطالب بإعادته إلى مصر.

وبيعت هذه الرأس المصنوعة من الكوارتزيت البني والبالغ ارتفاعها 28,5 سنتيمترا، بأكثر من 4,7 ملايين جنيه استرليني (5,9 ملايين دولار تقريبا) مساء الخميس في مزاد نظمته دار "كريستيز". ولم يكشف عن اسم المشتري.

وتمثّل هذه القطعة التي تعود إلى أكثر من 3 آلاف سنة الإله آمون بملامح الفرعون توت عنخ آمون.

وأثار هذا المزاد سخط القاهرة التي طلبت من الدار في حزيران إلغاءه.

ومساء الخميس تظاهر نحو عشرة أشخاص ملوحين بأعلام مصرية قرب قاعة المزادات حاملين لوحات صغيرة كتب عليها "التاريخ المصري ليس للبيع" و"أوقفوا الاتجار بالآثار".

وقالت المصرية ماجدة صقر البالغة 50 عاما والمقيمة في بريطانيا، "أشعر بغضب واضطراب كبيرين. كنت آمل بإلغاء المزاد"، مشددة على أن القطعة "يجب أن تعرض في متحف وليس في منزل أحدهم". أضافت "هذا جزء من تاريخنا وهو أحد أهم ملوكنا".

ودعت وزارة الآثار المصرية من جهتها إلى اجتماع طارئ مطلع الأسبوع المقبل "للجنة القومية للآثار المستردة وذلك لمناقشة (..) الإجراءات القانونية التي سيتم اتخاذها من جانب السلطات المصرية بعد بيع قطع آثار مصرية".

وشددت على "أن وزارة الآثار وأجهزة الدولة لن تتوانى في اتخاذ أي إجراءات لاسترداد الآثار المصرية التي خرجت من مصر بطرق غير مشروعة أينما وجدت وبصرف النظر عن وقت خروجها ولو حتى منذ عشرات السنين".

وأكدت "كريستيز" من جهتها أنها أجرت "عمليات تدقيق معمقة للتحقق من مصدر القطعة ووضعها القانوني. القطعة ليست موضع تحقيق ولم تكن كذلك في السابق ولم تثر أي مخاوف حيالها مع أن وجودها معروف في شكل واسع وسبق أن عرضت".

وتوت عنخ آمون الذي اعتلى العرش قرابة العام 1333 قبل الميلاد هو أشهر الفراعنة في التاريخ إثر اكتشاف مقبرته محفوظة على حالها في وادي الملوك عام 1922 من قبل عالم الآثار البريطاني هاورد كارتر ومموّله الثري اللورد كارنارفون.

وقد اعتلى ابن الفرعون أخناتون وزوجته الشهيرة الملكة نفرتيتي العرش في التاسعة من العمر وتوفي بعد عشر سنوات نتيجة مضاعفات الملاريا ومرض في العظم، بحسب التقديرات.