الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

هدوء "مانشستراوي" قبل العاصفة... وبوغبا يخطف الأضواء

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
هدوء "مانشستراوي" قبل العاصفة... وبوغبا يخطف الأضواء
هدوء "مانشستراوي" قبل العاصفة... وبوغبا يخطف الأضواء
A+ A-

لم يخف على أحد أن القرار الذي اتخذته إدارة #مانشستر_يونايتد الإنكليزي بإعلان الطلاق مع المدير الفني البرتغالي #جوزيه_مورينيو كان الأصح، في وقت تعاقد فيه في منتصف الموسم الماضي مع النروجي أولي غونار سولسكاير.

الأهم بالنسبة إلى الإدارة "المانشستراوية" كان إعادة الهدوء إلى البيت "الأحمر"، وبث روح العائلة بين اللاعبين والجهاز الفني، لا سيما إعادة بناء توليفة من اللاعبين القادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الموسم الماضي، وترك الأمور تسير بأقل الخسائر الممكنة حتى فتح باب الانتقالات في الصيف الحالي والتعاقد مع لاعبين لتعزيز الصفوف.

ونجح سولسكاير في تغيير الأجواء السلبية والكئيبة في الفريق، خلال عهد نظيره مورينيو، إلى سعادة وتفاؤل بمستقبل سيعيد الأذهان إلى حقبة المدرب الأسطوري ألسير أليكس فيرغسون.

ولم يكن الأمر مفاجئاً في أن يتحول شعور عشاق "الشياطين الحمر"، الذين عانوا كثيراً منذ رحيل فيرغسون في عام 2013، من الإحباط الشديد إلى سعادة بسبب أولي (46 عاماً)، الذي غالباً ما ذهب نحو الجماهير لتحيتها بعد كل انتصار، ووصفها بانها "الأفضل في العالم".

وتولى سولسكاير في كانون الأول الماضي تدريب الفريق بعد إقالة جوزيه على خلفية سوء النتائج. وحقق النروجي، الذي سبق له الدفاع عن ألوان يونايتد كلاعب، نتائج إيجابية في المراحل الأولى، قبل أن يتراجع أداء الفريق مع اقتراب الدوري المحلي من نهايته.

أزمة بوغبا المستمرة

طبعاً، من حق أي لاعب أن يقرر الرحيل عن ناديه ويتنازل عن أمور عدة من أجل ما يراه مناسباً لمصلحته، في ظل أن كرة القدم تحولت إلى تجارة.

بول بوغبا، الذي شغل أذهان عشاق يونايتد منذ انضمامه إلى الفريق، كان عنصراً رئيسياً في تشكيلة مانشستر، قبل أن يجد نفسه رفيقاً لمقاعد الاحتياط خلال فترة طويلة في عهد مورينيو.

وانتقد اللاعب أكثر من مرة الأسلوب الدفاعي الذي كان المدرب البرتغالي يعتمده، مشيراً خلال أكثر من مناسبة إلى أن "لا أعذار لعدم المبادرة إلى الهجوم، لا سيما عندما يلعب الفريق على ملعبه".

وزادت العلاقة سوءاً بين اللاعب ومدربه السابق، بعد سحب الأخير صفة "القائد الثاني" للفريق من الفرنسي، المتوج في تموز الماضي بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده في مونديال روسيا 2018.

وفي حين أكد مورينيو عدم وجود أي مشكلة بينه وبوغبا، أتت خطوة سحب شارة القيادة إثر انتقادات وجهها اللاعب للأسلوب الدفاعي للفريق.

وفقد مورينيو نقاطاً عدة أمام فرق صغيرة (غير منافسة) هذا الموسم، وهو أمر أغضبه كثيراً، وسط ضغط كبير عاشه أمام جماهير وقفت إلى جانبه في أوقات عصيبة، لكنها تخلت عنه حين شعرت بأن التاريخ الذي بناه السير أليكس فيرغسون بدأ ينهار.

رحيل مرتقب للفرنسي؟

قد يكون رحيل بوغبا ضربة موجعة لـ"الشياطين الحمر"، خصوصاً أنه نجح في استعادة مستواه خلال المباريات الأخيرة، ولو أنه أخفق في بعض المباريات، إذ تتمنى الجماهير أن تبقى تشكيلة الفريق كما هي في الموسم المقبل، مع تعزيز صفوفها ببعض المراكز.

ولكن، يبدو أن بوغبا لا يزال مصمماً على الرحيل عن مانشستر والانضمام إلى كتيبة المدير الفني الفرنسي زين الدين زيدان في ريال مدريد، في الوقت الذي يرفض فيه الفريق الإنكليزي الاستغناء عن نجمه.

وبحسب تقارير صحافية إسبانية، فإن وكيل أعمال بطل العالم مينو رايولا يفكّر حالياً في إنهاء صفقة مدافع أجاكس أمستردام الهولندي ماتياس دي ليخت، قبل التركيز على مستقبل بوغبا، الذي يعتبر ورقة أساسية لزيدان، خصوصاً بعد حسم صفقة البلجيكي إيدين هازارد والصربي لوكا يوفيتش، وهو أمر متاح، لأن رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز لا يريد حالياً الدخول في أي نقاش مع المدرب.

واللافت أن قرار بوغبا برفض مواصلة المسيرة في مانشستر وصل إلى نسبة عالية جداً، مع وصول نسبة نيته في البقاء إلى صفر في المئة.

واعترف بول برغبته في الرحيل والبحث عن تحدٍ جديد، وفق ما نقل موقع صحيفة "ميرور" البريطانية، مضيفاً: "هذا هو الوقت المناسب للبحث عن تحدٍ جديد".

وتابع: "قضيت 3 سنوات مع مانشستر يونايتد، وقدمت عملاً رائعاً، حيث أن بعض اللحظات كانت جيدة والأخرى جاءت سيئة، مثلما يحدث في أي مكان ومع أي لاعب آخر".

وختم: "بعد هذا الموسم وكل ما حدث. أعتقد أنه الوقت المناسب لخوض تحدٍ جديد في مكان آخر".

تحرك صيفي هادئ لمانشستر

رغم اهتمام بعض الأندية بضم بول بوغبا والحارس دايفيد دي خيا، إلى أن مانشستر لم يتحرك كثيراً حتى الآن لضم لاعبين جدد، وكأن المدرب سولسكاير يبدو مقتنعاً بما يملك.

ويصطدم مانشستر يونايتد بتشيلسي في افتتاح مشواره في الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم المقبل.

وأنهى يونايتد الموسم الماضي في المركز السادس برصيد 66 نقطة من 19 انتصاراً و9 تعادلات و10 خسارات، وسجل 65 هدفاً، بينما تلقى مرماه 54 هدفاً.

أبدى النادي الإنكليزي اهتمامه بالتعاقد مع مدافع وست هام يونايتد الفرنسي عيسى ديوب، مقابل 45 مليون جنيه إسترليني، لكن رغبة يونايتد تواجه قرار الفريق المنافس بعدم نيته الاستغناء عن لاعبه، إلا أن ذلك لا يمنع من الاستماع إلى العروض التي لا تقل قيمتها عن 60 مليون جنيه إسترليني، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إنكليزية.

وكان يونايتد يفكّر في ضم مدافع نابولي كاليدو كوليبالي، لكن الفريق الإيطالي رفض، قبل أن يوجه بوصلته نحو المتألق هاري ماغواير، الذي طلب ناديه ليستر سيتي 80 مليون جنيه إسترليني، وهو ما اعتبره مانشستر مبلغاً كبيراً.

تعاقد وحيد لسولسكاير

وحتى الآن، أنجز سولسكاير تعاقداً يتيماً، بعدما أعلن ناديا مانشستر يونايتد وسوانسي سيتي عن انتقال الدولي الويلزي دانيال جيمس من الثاني إلى "الشياطين الحمر"، تحضيراً للموسم المقبل.

ووقع لاعب الجناح الدولي (21 عاماً) عقداً لمدة 5 أعوام، مع خيار التجديد لعام إضافي، في صفقة قدرت التقارير الصحافية قيمتها بنحو 15 مليون جنيه استرليني (19 مليون دولار).

ويأتي انتقال جيمس إلى يونايتد، بعد أقل من شهر على وفاة والده.

وقال اللاعب: "إنها لحظة فخر مذهلة لي ولعائلتي. على رغم أنها تترافق مع حزن رحيل والدي الذي ليس قادراً على تقاسم هذه التجربة معنا. أتطلع للعمل مع أولي (سولسكاير)، لقاء الفريق وبدء الموسم".

وأضاف: "هذا أحد أفضل أيام حياتي وأتطلع إلى هذا التحدي. الدوري الإنكليزي الممتاز هو أفضل دوري في العالم، ومانشستر يونايتد هو أفضل مكان بالنسبة لي لمتابعة تطوري كلاعب".

من جهته، قال سولسكاير: "يعتبر دانيال من لاعبي الجناح الشبان الذين يتمتعون بالكثير من المهارة، الرؤية، السرعة الاستثنائية وأخلاقيات العمل الجيدة. خاض موسماً رائعاً مع سوانسي سيتي ولديه كل المقومات المطلوبة ليصبح لاعباً مع مانشستر يونايتد".

وتابع: "نحن مسرورون لأنه وقع لمصلحة نادينا ونتطلع للعمل معه".

إذاً، فإن صيف مانشستر هادئ حتى اللحظة، مع توقعات بأن ترتفع الوتيرة مع مرور الأسابيع، لا سيما مع معرفة مصير بوغبا خلال الموسم المقبل، ليدخل بعدها الفريق مرحلة جديدة خالية من الأزمات.

[email protected]

Twitter: @abedharb2

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم