ايران والاتحاد الاوروبي يقتربان من تنفيذ اتفاق نووي... بانتظار مصادقة الدول!

اتفقت ايران مع ممثلين من الدول الكبرى الجمعة على كيفية تطبيق اتفاق تاريخي في شان احتواء برنامج ايران النووي، الا انه لا يمكن تنفيذ الاتفاق الا بعد مصادقة كل واحدة من الدول المشاركة في المفاوضات على ذلك.

وصرح كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي عباس عراقجي للتلفزيون الحكومي الايراني "لقد توصلنا الى حلول لجميع نقاط الخلاف".
وقال مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية اوروبا كاثرين اشتون في بيان: "تم احراز تقدم كبير حول كل المسائل المتعلقة بالموضوع". كما أعلنت الولايات المتحدة ان المحادثات احرزت تقدما جيدا لكن التقارير عن انجاز اتفاق غير صحيحة.\\ وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي للصحافيين ان المحادثات "مستمرة في هذا الوقت". واضافت: "هذه مناقشات فنية مفصلة.. احرزنا تقدما جيدا على مدى الايام العديدة الماضية. كانت توجد موضوعات قليلة عالقة لكن في هذا الوقت.. التقارير عن انجاز كل شيء غير صحيحة".

وقال المفاوضون انهم يرغبون في تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في 24 تشرين الثاني الذي يهدف الى الحد من برنامج ايران النووي مقابل تخفيف بعض العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية بحلول 20 كانون الثاني. وأوضح عراقجي: "لقد عقدنا يومين من المفاوضات الجيدة والبناءة والمكثفة التي احرزنا فيها تقدما جيدا". وأوضح ان "وزراء خارجية الدول المعنية سيصدرون بيانات"، مضيفا انه لا توجد خطط لعقد مزيد من الاجتماعات على مستوى الخبراء في الوقت الحالي.

الا ان عراقجي اكد انه رغم التوصل الى حل للخلافات حول تنفيذ الاتفاق الا ان "امر تنفيذه اصبح منوطا بمصادقة العواصم".

ولم يؤكد ما اذا كان التاريخ المستهدف للتنفيذ لا يزال 20 كانون الثاني، مؤكدا ان ذلك ستقرره حكومة كل بلد. وجاءت تصريحات عراقجي في ختام اجتماع مع هلغا شميدت نائبة اشتون التي يمثل مكتبها مجموعة خمسة زائد واحد التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة اضافة الى المانيا، في المفاوضات مع ايران.

وتركزت المحادثات على ثلاث قضايا رئيسية صعبة. وتوقفت هذه المحادثات مرارا لكي تتمكن شميدت من التشاور مع كل واحدة من الدول الستة التي تمثلها، بحسب ما صرح عراقجي للتلفزيون مساء الخميس. الا انه لم يكشف عن القضايا التي دار حولها النقاش.

وخلال اليوم الاول من المحادثات التقى المسؤولان مع المفاوضة النووية الاميركية ويندي شيرمان التي قدمت "اراء ومعلومات كانت مفيدة للمناقشات والتي تعالج اية قضايا متبقية متعلقة بالاتفاق"، بحسب ما قالت وزارة الخارجية الاميركية الخميس.

وتخشى الدول الغربية واسرائيل ان ايران تخفي وراء برنامجها مساع لتطير قنبلة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني، وافقت ايران على وقف اجزاء من برنامجها النووي لمدة ستة اشهر مقابل تخفيف طفيف للعقوبات الدولية المفروضة عليها ووعد من الدول الغربية بعدم فرض عقوبات جديدة على اقتصادها المتعثر.

وعقد خبراء فنيون من الجانبين منذ تشرين الثاني سلسلة من الجلسات في جنيف بهدف وضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق.

ولكن عندما عقد الخبراء اربعة ايام من المحادثات الشهر الماضي في فيينا -- مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية - خرج الايرانيون من الاجتماع بعد ان وسعت واشنطن لائحتها السوداء للعقوبات على ايران.

وتجري مباحثات جنيف في الوقت الذي بات القادة الايرانيون يعبرون فيه عن القلق بشكل اكثر وضوحا من بطء تطبيق الاتفاق وما يعتبرونه محاولات للتراجع عنه.

وفي اتصال هاتفي الخميس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر الرئيس الايراني حسن روحاني الذي اتاح انفتاحه التوصل الى الاتفاق، من "البحث عن الاعذار لاثارة المشاكل في عملية المفاوضات"، بحسب وكالة الانباء الطلابية الايرانية (ايسنا). ودعا "بعض الدول الى احترام التزاماتها وتفادي بعض الاساليب التي يمكن ان تحجب حسن نيتها"، في اشارة ضمنية واضحة الى محاولات الكونغرس الاميركي اتخاذ اجراءات لتشديد العقوبات ضد ايران.